نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 131
و قد نبه الشرع على ذلك بقوله تعالى:وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ [29/ 54].
و على بعض مواضع الجنّة و النار
بقوله:
«ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنّة» [54]
و
بقوله
في
وادي محسّر بمنى و غير ذلك: «من أودية النار».
و لهذا شرع الإسراع في الخروج عنه لامّته، فإنّه يرى ما لا يرون و
يشهد ما لا يشهدون.
و
أخبر أيضا
في
نهر النيل و الفرات و سيحان و جيحان أنّها: «من
أنهار
الجنّة» [55]
و أهل الكشف يرون هذه الأنهار من عسل و ماء و خمر و لبن كما هو في
الجنّة، و من الناس من يستصحبه هذا الكشف و منهم من لا يستصحبه لحكمة أخفاها اللّه
تعالى في خلقه.
أي: هذه المذكورات من الأحكام الثلاثة للطوائف الثلاثة ممّا لا شبهة
فيه و لا ريب يعتريه عند أهل الكشف بل هو مشهود لهم. إذ معنى حقّ اليقين هو اليقين
البالغ حدّ الشهود، فلأهل اللّه أعين يبصرون بها، و لهم آذان يسمعون بها، و لهم
قلوب يعقلون بها، و ألسنة يتكلّمون بها، غير ما هي هذه الأعين و الآذان و القلوب و
الألسنة عليه من الصورة، فكلامهم في كلّ ما يخبرون بها مصيب، فإنهم يشاهدون
ببصائرهم المنورّة بنور الحقّ اليقين: