نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 79
أعماقها بالقوة، و أخرجنا منها ما كمن فيها من أنواع الاعشاب و
الحبوب التي يتقوّتونه مثل الحنطة و الشعير و الارز و غيرها- فمنه يأكلون.
فهذا ضرب من الاستدلال على ثبوت قدرة الله على اعادة الأمثال و
توضيحه ان منكري المعاد انما أنكروا احياء الموتى لما توهموا ان إحيائها توجب
اعادة المعدوم بعينه و هو مما ثبت استحالته.
و الجواب: ان المعاد في المعاد هو الروح بعينه و هو باق غير فان مع
بدن محشور مثل هذا البدن لا نفسه، حتى يلزم اعادة المعدوم، فالتمثيل بانبات الربيع
و إخراج الحبوب من الأرض بعد يبسها كما في هذه الاية و غيرها للاشعار بأن المعاد
مثل البدن الاول كما دل عليه قوله تعالى:وَ مِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا
أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها
لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
[41/ 39].
و هذا القدر في معنى المعاد مما اكتفى به جم غفير من علماء الإسلام
منهم الغزالي، و استدل شارح المقاصد عليه بأن النصوص دالة على اعادة المثل لا
الشخص بعينه من البدن،