responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 79

أعماقها بالقوة، و أخرجنا منها ما كمن فيها من أنواع الاعشاب و الحبوب التي يتقوّتونه مثل الحنطة و الشعير و الارز و غيرها- فمنه يأكلون.

فهذا ضرب من الاستدلال على ثبوت قدرة الله على اعادة الأمثال و توضيحه ان منكري المعاد انما أنكروا احياء الموتى لما توهموا ان إحيائها توجب اعادة المعدوم بعينه و هو مما ثبت استحالته.

و الجواب: ان المعاد في المعاد هو الروح بعينه و هو باق غير فان مع بدن محشور مثل هذا البدن لا نفسه، حتى يلزم اعادة المعدوم، فالتمثيل بانبات الربيع و إخراج الحبوب من الأرض بعد يبسها كما في هذه الاية و غيرها للاشعار بأن المعاد مثل البدن الاول كما دل عليه قوله تعالى: وَ مِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى‌ إِنَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ [41/ 39].

و هذا القدر في معنى المعاد مما اكتفى به جم غفير من علماء الإسلام منهم الغزالي، و استدل شارح المقاصد عليه بأن النصوص دالة على اعادة المثل لا الشخص بعينه من البدن،

كقوله صلى اللّه عليه و آله: «أهل الجنة جرد مرد»

[1] و كون‌

«ضرس الكافر مثل جبل أحد»

[2] و بقوله تعالى: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها [4/ 56] و بمثل قوله تعالى: أَ وَ لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى‌ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ‌ [36/ 81].

و اني لا أرتضيه كما بيّنته في مواضع من كتبنا و تفاسيرنا، بل المعاد عندنا


[1] الترمذي: باب ما جاء في صفة ثياب اهل الجنة: 4/ 679.

[2] المسند: 2/ 328- 334- 537.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست