responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 80

هو هذا الشخص بعينه، و هذا الوجه بعينه، و هذه اليد بعينها، و هذه الأعضاء بشخصياتها و تحقيق هذا المعنى يحتاج الى بسط عظيم خارج عن طور التفسير و ان لم يمكن فهم بعض الآيات التي في بيان الحشر بدونه، و قد بسطنا القول فيه في كتبنا، و سنذكر لمعة من أسرار المعاد في أواخر هذه السورة، فليراجع اليه من أراد ذلك.

فالاولى أن يحمل الاية على انها لدفع شبهة اخرى لهم في نفي المعاد، هي ان استيناف الحيوة في البدن يحتاج الى استعداد سابق و قبول مادة مستعدة حاصلة بالتوالد و الازدواج الحاصل من الأبوين، ثم حركة في الانفعال و تدرج في كمال بعد كمال، حتى يحصل الولد و يحيي المني المستعد، و هذه الأسباب مفقودة بعد هلاك الكل، فكيف يوجد الخلائق الكثيرة العظيمة و يحيي عظامها البالية الرميمة دفعة من غير تعاقب و توالد و تدرج في الاستكمال، و حصول أسباب و انفعالات و سبق استعدادات الكمال بعد كمال؟.

فاللّه سبحانه أزاح هذه الشبهة و أماط هذه الريبة بأن إنشاء الموجودات في النشأة الثانية انما يكون بمجرد جهات فاعلية و أسباب علوية الهيّة لا بحركات و انفعالات قابلية و أسباب هيوليّة، كما ان إنشاء الخلائق ابتداء لم يكن الا بمجرد جود اللّه و ابداعه الأسباب الفاعلية، حتى تنزلت بتأثيراتها و انشاآتها الى آخر الموجودات النازلة السفلية من غير سبق وسيلة و تقدمة استحقاق لقوله: كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ‌ [7/ 29] و قوله: وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى‌ فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ‌ [56/ 62].

فمثل اللّه تعالى لهذا المعنى بمثال إنشاء النبات و الأشجار، و احياء الأرض بها كل سنة بعد يبسها و موتها بالأسباب العالية و الأوضاع السماويّة و القوى الفعالة، من قوّة حرارة الشمس بارتفاعها و استيناف تأثيرها بحرّها و شعاعها

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست