نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 401
القدرة، من استعمال الآلات و ما يتبع ذلك من المشقة و التعب و اللغوب
و العطب بل انما أمره و فعله الخاص به كحدوث القول من القائل، لا كحدوث الكتابة من
الكاتب، بل كحدوث الشعاع من الشمس لا كحدوث المطر من السحاب.
و فيه ايضا اعلام بأن تخلف المعلول عن الفاعل الحقيقي في الأمور
الاختراعية مستحيل.
و اما المسمى ب «الفاعل» في عالم الطبيعة فهو في التحقيق ليس علة الوجود
بل هو سبب الحركة و الانتقال من حال الى حال، فيحصل منه المعلول على التدرج و
المهلة في الحصول، و مثل هذا الفاعل فهو أشبه بالمعد منه بالمفيد الجاعل.
فهذا ما تيسر لنا في فهم هذه الاية و منه الهداية في البداية و
النهاية.
و قرئ «ملكة كل شيء» و «مملكة كل شيء» و اعلم ان الملكة كالملكوت في المعنى،
كما ان المملكة كالملك فيه.
و قرئ «ترجعون»- بضم التاء و فتحها-.
فسبحان- تقديس لذاته تعالى عن مباشرة الأجسام في فاعليته و إيجاده
للأشياء و عن استعماله القوى و الآلات في صانعيته للموجودات، و تنزيه له عما يوصفه
الجاهلون، و تعجيب من أن يقولوا فيه ما قاله الملحدون، و «الفاء» للتفريع على ما ثبت في الاية السابقة من كيفية
صنعه و ابداعه، حيث بيّن فيها ان إيجاده لشيء عين ارادته.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 401