نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 400
البلقع الخراب، الخالي عن الاعتدال و الاستعداد، الواقع في مهوى
الزوال و الفساد، الا بعد حركات فلكية، و استحالات مادية، و انفعالات هيولوية، و
هو ينافي حدوث الأبدان عند القيامة دفعة واحدة، و يلزم ايضا من عودها الى البدن ما
يلزم القول بالتناسخ، فأشار سبحانه الى حل هذه العقدة و دفع هذه الشبهة بأن إنشاء
البدن الاخروي ليس من قبيل الأسباب الارضية و الجهات الانفعالية المادية، و من
طريق الاستكمالات العنصرية و الانقلابات الهيولوية، بل جميع الأبدان و الصور و
الاشكال الاخروية و الأكوان الثانوية انما نشأت من العالم الأعلى دفعة واحدة بحسب
ارادة اللّه التي تنبعث منها عالم الامر، فيحدث منها الأكوان و الأبدان المكتسبة،
لكل نفس بحسب ما يناسبها من أخلاقها و صفاتها. 54 و تعلق النفس بالبدن الاخروي ليس كتعلقها بالبدن الدنيوي، و
من عادة اللّه سبحانه أن يعبر عن اختراعه لشيء بلا توسط مادة جسمانية ب «الامر»
و
«القول» ففي هذه الاية اشعار بأن نشو الاخرة و عالم
المعاد ليس من لواحق المواد و عوارض استعداد الأجساد، بل تكونها من عالم الامر
بحسب ارادة اللّه المبدع الجواد بلا توسط الامزجة الحاصلة بالامتزاج و الاعتدال،
المتوسط بين أطراف التضاد، الموجب للمشابهة بالسبع الشداد، الخالية بالكلية عن
الكيفيات المحسوسة القابلة للاشتداد الموجبة للتفاسد و الإفساد.
و النفس في هذا العالم تنشأ من البدن كنشو الشعلة من الفتيلة بتوسط
روح هي كالدخان، و في الاخرة ينشأ البدن من النفس بحسب النيات و الاعتقادات فبين
الوجودين تعاكس في النشأتين.
و في قوله:
«كُنْفَيَكُونُ» اعلام بأن الفاعل الحقيقي لا يجوز عليه مما يجوز على الفاعل الطبيعي
إذا فعل شيئا مما يقدر عليه من المباشرة لمواد الفعل و محال
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 400