responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 402

و قوله تعالى: «كُنْ فَيَكُونُ» فيتفرع عنه تقديس اللّه عن القصور من الكمال و الفتور في الافعال، لأنه الذي بيده ملكوت الأشياء، و له التصرف بموجبات (بمواجب- ن) مشيته و قضايا حكمته فيما يشاء و اليه رجوع كل شي‌ء، لأنه الغاية الاصلية لكل ظلّ و في‌ء.

حكمة قرآنية فيها إشارات ربانية

أولاها الاشارة الى تقديس ذاته و تنزيه صفاته عن وصمة التغير و التجدد في نسبة الافعال الحاصلة من مصادرها بالانفعال اليه تعالى، و أبطال ما ارتكز في أوهام أقوام من أهل الكلام «ان الفاعل ليس الا ما هو علة التغير» و اشترط عندهم في مفهوم الفاعلية سبق الزمان موجودا او موهوما.

و أما الإبداع المحض من غير اشتراط سبق زماني للفاعل بالذات على مجعوله و لا اقترانه بعدم المجعول و هو التأييس (التأسيس- ن) المطلق له من ليس ساذج غير زماني، فقوم لا يسمون مثل هذا التأييس (التأسيس-) المطلق «فعلا» لاشتراطهم انتقال الفاعل من حالة الى حالة و سبق العدم الزماني فيه، و هو وهم باطل، انما حداهم اليه حسبانهم ان حدوث العالم منه تعالى لا يتمشى الا بهذا الوجه.

و قد أوضحنا هذه المسألة بما لا توقف لها على نسبة التغير اليه سبحانه، و في القرآن تنبيهات بليغة على أن فعله تعالى ليس الا الإبداع الصرف و التأييس (التأسيس- ن) المحض، من غير مباشرة و لا تغير و انفعال و تكثر، و قوله:

فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ اشارة الى تفريع الحكم السابق بأن فعله ليس الا بأمره المطلق و ارادته المطلقة، الخالية عن شوب قصور و وصمة حدوث و فتور.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست