responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 199

المتخيلة، لعظمت لذته و نزلت منزلة الصورة الموجودة في الخارج، و لم تفارق الدنيا الاخرة في هذا المعنى الا من حيث كمال القدرة على تصوير الصورة في القوة الباصرة، فكلما تشتهيه فيحضر عنده في الحال، فتكون شهوته بسبب تخيله، و تخيله بسبب ابصاره، اي بسبب انطباعه في القوة الباصرة، و لا يخطر بباله شي‌ء يميل اليه الا و يوجد في الخيال (الحال- ن) اى يوجد له بحيث يراه.

و اليه الاشارة

بقوله صلّى اللّه عليه و آله و سلم: «ان في الجنة سوقا تباع فيه الصور»

[1] و السوق عبارة عن اللطف الالهي الذي هو منبع القدرة على اختراع الصور بحسب المشيّة، و انطباع القوة الباصرة بعدها انطباعا ثانيا الى دوام المشية لا انطباعا هو بمعرض الزوال من غير اختيار كما في النوم في هذا العالم.

و هذه القدرة أوسع و أكمل من القدرة على الإيجاد عن خارج الحس، لان الموجود في خارج الحس لا يوجد في مكانين، و إذا صار مشغولا باستماع واحد و مشاهدته و مما ستّه صار مستغرقا محجوبا عن غيره، و أما هذا فيتسع اتساعا لا ضيق فيه و لا منع، حتى لو اشتهى مشاهدة النبي صلّى اللّه عليه و آله- مثلا- ألف شخص في ألف مكان في حالة واحدة لشاهدوه كلما خطر ببالهم في المكانات المختلفة، و أما الأبصار الحاصل من شخص النبي صلّى اللّه عليه و آله الموجود في خارج الحسّ فلا يكون الا في مكان واحد، و حمل امور الاخرة على ما هو أوسع و أتم للشهوات و اوفى لها اولى.

و لا ينتقص عن رتبتها في الوجود انتفاء وجودها من الخارج فان وجودها مراد لأجل حظه، و حظه من وجوده في حسّه، فإذا وجد فقد توفر حظه، و


[1] - الترمذي صفة الجنة، الباب 15: 4/ 686.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست