نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 198
ذلك أو وقع في شيء دون شيء، و لم يعم- مع عموم ذلك بترك الواسطة-
فقد كمل- فلا يقدح في كماله ما لم يقع في الوجود عن أمره بالواسطة 26، فان الصورة الالهية بهذا ظهرت في الوجود، فانه
أمر عباده على ألسنة رسله و في كتبه، فمنهم من أطاع و منهم من عصى، و بارتفاع
الوسائط لا سبيل الا الطاعة خاصة، كما
قال صلّى اللّه عليه و آله: «يد
اللّه
مع الجماعة»
و قدرته نافذة، و لهذا إذا اجتمع الإنسان في نفسه حتى صار شيئا واحدا
نفذت همته فيما يريد و هذا ذوق أجمع عليه أهل اللّه قاطبة، انتهى كلامه.
و قال في موضع آخر: «بالوهم يخلق كل انسان في قوة خياله ما لا وجود له الا
فيها، و هذا هو الامر العام الفاشي، و العارف يخلق بالهمّة ما يكون له وجود من
خارج محل الهمة، و لكن لا تزال الهمة تحفظه و لا يؤدها حفظ ما خلقته، فمتى طرأ على
العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق» انتهى [1].
و قال الغزالي في الرسالة المضنون به على غير أهله: «ان
النوم
مستحقر لأجل انقطاعه، فلو كانت دائمة لم يظهر الفرق بين الخيالي و الحسي، لان
التذاذ الإنسان بالصور من حيث انطباعها في الخيال و الحس، لا من حيث وجودها في
خارج، فلو وجد في الخارج و لم يوجد في حسه بالانطباع فلا لذة له، و لو بقي المنطبع
في الحس و عدم في الخارج لدامت اللذة، و للقوة المتخيّلة قدرة على اختراع الصور في
هذا العالم، الا ان صورها المخترعة متخيلة، و ليست بمحسوسة و لا منطبعة في القوة
الباصرة فلذلك لو اخترع صورة جميلة في غاية الجمال و توهم حضورها و مشاهدتها لم
تعظم لذته، لأنه ليس بصيرا مبصرا كما في المنام.
فلو كانت له قوة على تصويرها في القوة الباصرة كما له قوة على
تصويرها في القوة
[1] - فصوص الحكم: فص كلمة حقية في كلمة اسحاقية: 88.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 198