responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 156

و الازمنة نفخة واحدة بالقياس اليه لا يحتاج الى مؤنة بيان و برهان، و للاشعار بأن جميع الممكنات حاصلة من فيض واحد من جانب الحق و نفخة واحدة و كلمة جامعة هي كلمة «كن» و عبر عن انبساط الفيض النوري الوجودي‌ 20 عنه تعالى على هياكل الممكنات ب «النفس الرحماني» المشتمل على الحروف الوجودية، و الكلمات الكونية، الطالع من أفق شمس الحقيقة في صباح نور الأزل، المنتشر ضوئه في أهوية الهويات الممكنة و سطوح قوابل الماهيات الاستعدادية، المنقسم باعتبار كل موطن من مواطن القرب و البعد، و منزل من منازل العلو و السفل الى الجواهر العقلية و النفسية و الطبيعية و الاعراض الكمية و الكيفية و النسبية.

ثم اعلم بعد ذلك ان من الجائز أن يكون نفخة واحدة احياء لقوم و إهلاكا لآخرين- اما بحسب الاختلاف في نحو الصدور من النافخ رحمة و غضبا، كاختلاف نفخة من الإنسان توجب حصول النارية، و اخرى منه توجب إخمادها- كما مرت اليه الاشارة في قوله تعالى: فَإِذا هُمْ خامِدُونَ‌ و اما بحسب اختلاف القوابل مع وحدة النفخ، بأن تكون نفخة واحدة رحمة على قرية و غضبا على اخرى، و حيوة لقوم و مماة للآخرين، أو يكون راحة لاحد و كراهة و مشقّة له في وقت آخر، او يكون مكروها لطائفة و في أعينهم و هو خير لهم، أو محبوبا عندهم و هو في الواقع شر لهم، كما في قوله تعالى: عَسى‌ أَنْ تَكْرَهُوا- الاية.

ألا ترى كيف أخرج اللّه الجنين من مضيق بطن امه الى فضاء العالم و هو مكروه له، مع كونه عين الرحمة له، حيث غفر ذنوبه الطبيعية التي اقترفها، و سيئآته المادية التي اجترحها، منذ كونه نطفة و علقة- من تلطخه بالانجاس‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست