responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 157

و تغذيه بدم الحيض و هو أنجس المحرمات، و اخلاده الى أرض الرحم بصحبة الظلمات- فطهره عن تلوث الانجاس و الاخباث، و عوض له عن دم الحيض بلبن سائغ شرابه من منبع نهر كالسلسبيل ليتغذى به بدنه و يتقوى قواه الجسمانية فيستريح في سعة العالم و يتعيّش في فضاء الأرض من حيث تبدلت هذه الأرض عن أرض الرحم و يتبوء منها حيث يشاء، فخرج من ذنوبه السابقة كيوم ولدته امه.

و كذلك إذا بلغ درجة العلم و التميز و خرج من نوم الجهالة غفر اللّه له ما تقدم من ذنوب الجهل و النقصان و سيئات العمى و الحرمان، و طهره عن دنس الغباوة و الضلالة، و عوّض له من الاغذية الجسمانيّة منذ أخذت في النقصان و القصور بالاغذية النفسانية التي هي ألوان المعارف و التصورات و الاغراض الانسانيّة.

و من هاهنا ينبغي أن يعلم و يتحقق أن اله الدنيا و الاخرة لما كان واحدا و سنّته لا تتبدل و لا تتحول فإذا كان منذ كون الإنسان و خلقه من لدن كونه جمادا و نباتا و مضغة و علقة الى تمام خلقته و كمال عقله كل صيحة من اللّه وقعت عليه أو نفخة نفخت فيه يوجب له تحّولا من حيوة دنيّة الى حيوة هي أشرف و أعلى، فالظاهر أن اماتة اللّه و توفّيه للإنسان و إخراجه إياه عن بطن هذا العالم يوجب له حيوة كاملة تامة لا قصور معها و لا زوال و لا آفة و لا مرض و لا حزن فيستحكم عند ذلك رجاؤه و يقوى طمعه في جود اللّه بان الصيحة العظيمة و ان كانت ذات تهويل و فزع أكبر و زلزلة عظيمة صعق بها من في السموات و الأرض، الا ان جانب المغفرة أرجح و فضاء الرحمة أبسط و أوسع، فربما تكون هذه الصيحة لطفا لطائفة- و ان كانت سخطا لأخرى- او يكون اماتة في نشأة

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست