responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 406

بمنزلة عالم سماواته، ثمّ الحالة في محالّ جرميّاته و مادياته التي هي بمنزلة عالم أرضه و كائناته: لرأيت بعين هذا الإشراق أن هويّته الروحيّة هي مظهر الهوية الغيبيّة اللاهوتية، و أن هويّته النفسية هي مظهر اسم اللّه و مثال نوره النافذ في سمائه و أرضه، فتحقّقت بمعنى آية النور على أحكم طريق و أتقنه، و علمت علما شهوديا نوريّا و إشراقا كشفيّا حضوريا أن اللّه نور السموات و الأرض.

فإن جميع ما يوجد في مملكة الآدمي و عالمه إنّما وجودها و ظهورها بنور هويّته المستورة عن الخلق، لغاية ظهور آثارها و كثرة أفاعيلها و أنوارها فصارت أفعالها و آثارها حجبا للخلق عن رؤية ذاتها و مشاهدة جمالها و جلالها كما أن ظهور العالم الكبير و مظاهر أسمائه تعالى، حجب للخلق عن مشاهدة الرب تعالى و جماله و جلاله، و به أشرقت الأرض و السماء، و هو النور الذي ظهرت به مظاهر الأسماء.

و كما أن بذاتك النيّرة العقليّة، حصلت و انكشفت و تنوّرت الصور الإدراكيّة العقليّة و النفسيّة و الخياليّة و الحسيّة في مراتب مدارك القضائيّة و القدريّة و اللوحيّة و القلميّة، فبذات القيّوم الإلهي تقوّمت و تنوّرت كل ما في العوالم و النشآت، و الألواح و الأقدار و الأراضى و السموات تقوّما ظهوريا شهوديا، و تنوّرا تحصليّا وجوديا.

فاشكر ربك سبحانه في إعطائه لك مفتاحا لخزائن الرحمة و الجود وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ- الآية- [6/ 59] بل كنزا مخفيا يحصل منه كل بغية و مقصود وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ‌ [51/ 21] و درّا ثمينا يسهل به الوصول إلى كل موجود، و مرقاة للصعود إلى معارج الحق المعبود وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ‌ [41/ 53].

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست