responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 78

فصل في أن المأمورين بسجدة آدم عليه السلام هل كانوا جميع الملائكة، أم بعضهم؟

فالأكثرون على الأوّل، و استدلّوا بوجهين:

الأوّل: صيغة الجمع المحلّى بلام التعريف تفيد العموم، سيّما و قد قورنت بأبلغ تأكيد في قوله: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ‌.

و الثاني: وجود الاستثناء من الجمع دالّ على أنّ ما عدا المستثنى كان داخلا في الحكم. و قوله: إِلَّا إِبْلِيسَ‌ دلّ على أنّ الملائكة كلّهم سجدوا لآدم، فدلّ على أنّهم كلّهم كانوا مأمورين بالسجود.

و من الناس من أنكر ذلك و قال: «المأمورون بالسجدة هم ملائكة الأرض» و استعظموا لأن يكون أكابر الملائكة مأمورين بسجدة آدم.

و المشهور من آراء الباحثين من الحكماء مثل هذا، لأنّ الملائكة السماويّة- و هي الجواهر الروحانيّة المحرّكة للأجرام العالية عندهم- يستحيل على أصولهم أن تكون منقادة للنفوس الناطقة الأرضيّة، فلهذا ذهب أكثرهم على أنّ المراد من الملائكة المأمورين بسجدة آدم هي القوى البشريّة، المطيعة للنفس الناطقة، الخادمة إيّاها طبعا.

أو يكون المراد منها النفس الحيوانيّة و النباتيّة المنقادة للإنسان حيث سخّرها اللّه له بما أعطاه من قوّة تسخيره إيّاها و تصرّفه فيها لمصالح معاشه و معاده، و إليه ذهب صاحب إخوان الصفا «1».

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست