نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 56
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لا يَفْتُرُونَ [21/ 20].
السابع: إن الروحانيّات لها قوّة على تقليب الأجسام، و قواهم ليست من
القوى المزاجيّة حتى يعرضها الكلال و اللغوب، و إنّك ترى الخاصّة اللطيفة من
النبات في بدؤ نموّها تفتق الحجر، و تشقّ الصخرة الصمّاء، و ما ذلك إلّا لقوّة
نباتيّة فاضت عليها من الجواهر العلويّة، فما ظنّك بتلك الجواهر أنفسها.
و الأرواح السفليّة ليست كذلك، و ما يحكى من قوّة الشياطين على
الأمور الصعاب فممنوع. و إن سلّم- فالأرواح العلويّة أقدر، مع إنهم تصرفون قواها
إلى مناظم العالم السفلى، لا فيما هو شرّ لهم.
الثامن: إن الملائكة لهم اختيارات فائضة عن أنوار جلال اللّه، متوجهة
إلى الخيرات، و اختيارات البشر متردّدة بين جهتي العلو و السفل، و الخير و الشّر،
و إنّما يتوجّه بإعانة الملك- على ما ورد في الأخبار من أن لكل إنسان ملكا يسددّه
و يهديه.
التاسع: إنّ الأفلاك كالأبدان و الكواكب كالقلوب، و الملائكة
كالأرواح، فنسبة الأرواح إلى الأرواح كنسبة الأبدان إلى الأبدان، و كما إن
اختلافات أحوال الأفلاك مبادئ لحصول الاختلافات في هذا العالم، فيجب أن يكون أرواح
العالم العلوي مستولية على أرواح العالم السفلي، بل يكون عللا و مبادي لها، فهذه
هي الآثار، و هناك المنابع و المعادن، فكيف يليق بالعقل ادّعاء المساواة- فضلا عن
الزيادة؟! العاشر: الروحانيّات الفلكيّة مبادي لروحانيات هذا العالم و معادنها،
منها نزلت، فتوسّخت بأوضار الجسمانيّات، ثم تطهرّت بالأخلاق الزكيّة، و صعدت إلى
عالمها، و مصدر الشيء و مصعده أشرف، منه المبدأ، و إليه المنتهى.
الحادي عشر: أ ليست الأنبياء لا ينطقون إلّا عن الوحي؟ أ ليست إنّ
الملائكة
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 56