responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 48

التعليم- و إن كان مسلّما- لكن يجوز أن يصير المتعلّم في مقام آخر، و وقت آخر أعلم و أفضل من المعلّم.

و لا نسلّم أيضا أن الملائكة أعلم من البشر في معرفة الأشياء و خواصّها، بدليل استفادتهم علوم الأسماء من آدم عليه السّلام، كما في قوله تعالى‌ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ‌.

ثمّ ان سلّمنا مزيد علمهم- و لكن ذلك لا يقتضي كثرة الثواب، لأنّ مبناه على الإخلاص في العمل، و لا نسلّم أنّ اخلاص الملائكة أكثر.

أقول: إنكار أن يكون زيادة العلم المتعلّق بأحوال المبدإ و المعاد مقتضية لزيادة الشرف و الثواب مكابرة صرفة، فإنّ هذا النحو من العلم أينما تحقّق فهو عين الشرف و الثواب، و كان الإخلاص من لوازمه الضروريّة، فلا حاجة إلى التقييد بها.

و الأولى في الجواب الاكتفاء بمنع كون الملائكة أكثر علما فيما يتعلّق بأحوال المبدإ و المعاد من الأنبياء عليهم السلام.

التاسع عشر: قوله تعالى: وَ مَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ‌ [21/ 29] دلّت الآية على أنّهم بلغوا في الرتبة إلى أنّهم لو خالفوا أمر اللّه لما خالفوه إلّا بادعاء الإلهيّة- لا بشي‌ء آخر من متابعة الشهوات- و ذلك يدلّ على نهاية جلالتهم.

و أجيب بأنّ علوّ درجتهم في القوّة و الجلالة و التبرّي عن آفات الشهوة مسلّم، لكن الخلاف معكم في كثرة الثواب.

العشرون:

قول النبي صلّى اللّه عليه و آله رواية عن اللّه تعالى‌ [1]: «و إذا ذكرني عبد في ملاء ذكرته في ملاء خير من ملائه»

و هذا يدلّ على أنّ الملائكة العلويّة أشرف.

و أجيب عنه بوجهين: أحدهما إنّه خبر واحد لا يعوّل عليه في الأصول.


[1] راجع البخاري: كتاب التوحيد: 9/ 148.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست