responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 47

فإن قيل: لم لا يجوز أن يكون تلك النعوت لمحمد صلّى اللّه عليه و آله؟

قلنا: لأنّ قوله‌ وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ‌ يدفع هذا الاحتمال.

و الجواب: إنكم توافقونا في أنّ لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله فضائل أخرى لم تذكر في هذا الموضع، فلم لا يجوز أن يكون هو بتلك الفضائل أفضل من جبرئيل؟ فإنّه تعالى كما وصف جبرئيل هاهنا بهذه الصفات الستّ وصف محمّدا صلوات اللّه عليه و آله بصفات ستّ في قوله: إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً* وَ داعِياً إِلَى اللَّهِ [بِإِذْنِهِ‌] وَ سِراجاً مُنِيراً [33/ 46].

و بالجملة- فافراد أحد الشخصين بالوصف في مقام لا يدلّ على انتفاء تلك الأوصاف عن الثاني.

الثامن عشر: المعلّم أعلم من المتعلّم، و الأعلم أفضل سيّما في العلوم المتعلقة بذات اللّه تعالى و صفاته و آياته، كالعلم بأحوال العرش و الكرسي، و السموات و اللوح و القلم، و الجنّة و النار، و أصناف الملائكة و الجنّ، و أنواع الحيوانات و غيرها.

ثمّ العلوم قسمان: قسم لا يعرف إلّا بالوحي، فهو لم يحصل لمحمد صلّى اللّه عليه و آله إلّا من جهة الملك- سيّما جبرئيل عليه السّلام- فيستحيل أن يكون النبيّ [صلّى اللّه عليه و آله‌] أفضل من جبرئيل [عليه السّلام‌]، بل هو الواسطة بين اللّه و بينه صلّى اللّه عليه و آله، و لكونه عالما بجميع الشرائع الماضية و الحاضرة، و عالما ايضا بشرائع الملائكة و أديانهم و سننهم فيكون أكثر علما، فيكون أفضل، لقوله تعالى: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ‌ [39/ 9].

و قسم يمكن تحصيلها بالعقل، فلا شكّ أيضا إن جبرئيل عليه السّلام أعرف فيها، لطول عمره و كثرة مشاهدته إيّاها، فكان أفضل فيها.

و الجواب: إنّ كون المعلّم- من جهة كونه معلّما- أفضل من المتعلّم وقت‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست