نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 446
إشارة [قرب أحوال القوم من الحيوانات]
قد تقرّر انّ الغذاء شبيه بالمغتذي، و من هاهنا أيضا يعلم مع القرائن
الاخر- كعبادتهم العجل، و كونهم أربعين سنة في الصحراء، و كون أبدانهم قابلة لأنّ
يقرض منها أجزاءها بالمقاريض من غير أن يجرح لضخامة أبدانهم، و كون أثوابهم
كالجلود كانت تزيد بزيادة قدّهم، و غير ذلك- انّ قوم بني إسرائيل كانت خارجة في
المزاج عن عرض المزاج الإنساني الذي نشأ في ما بعد زمانهم، و كانت طبائعهم قريبة
الشبه من طبائع الأنعام، و أغذيتهم كأغذيتها مما تنبت الأرض من قشور أغذية و
كثافتها و نخالتها، كالعلف و التبن، لا من لبوبها و لطافتها كالحبوب و الأدهان و
الدسومات و الحلاوات التي يختصّ بالتغذّي بها الإنسان دون غيره من الحيوان.
و يؤيّد ما ذكرنا قوله تعالى في تشبيههم بالحمار:مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا
التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً [62/ 5].
فصل
و اختلف في سؤالهم هذا: هل كان معصية؟ فقيل: لم يكن معصية، لأنّ
الأوّل كان مباحا، فسألوا تبديله بمباح آخر. و قيل: بل كان معصية لأنّهم لم يرضوا
بما اختاره اللّه لهم، و لذلك ذمّهم. و هذا أوجه.
و ربما رجّح الأوّل بأنّه لو كان السؤال معصية لكانت الإجابة إليه
معصية، و هي غير جائزة على الأنبياء عليهم السّلام.
و الجواب: لا نسلّم انّ موسى عليه السّلام دعا ربه لإجابة مسؤلهم
عنه. بل لمّا أبوا شيئا اختار اللّه لهم أعطاهم عاجل ما سئلوا، كما في قوله:مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا
نُؤْتِهِ مِنْها [42/ 20].
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 446