نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 420
و حرب العمالقة، فوقعوا في التيه، فصاروا كلّما ساروا تاهوا في قدر
خمسة فراسخ أو ستّة، فكلّما أصبحوا ساروا غادين 167، فأمسوا فإذا هم في مكانهم الذي ارتحلوا منه كذلك
حتّى تمّت المدّة، و بقوافيها أربعين سنة، و في التيه توفّي موسى و هرون عليهما
السّلام ثمّ خرج يوشع بن نون، و لمّا حصلوا في التيه ندموا على ما فعلوا، فألطف
اللّه تعالى لهم بالغمام لما شكوا حرّ الشمس.
و ممّا
روى أصحابنا الإمامية
[1]
في
هذه القصّة عن الصادق عليه السّلام انّه كان ينزل عليهم المنّ من وقت طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فمن
نام في ذلك الوقت لم ينزل نصيبه، فلذلك يكره النوم في هذا الوقت.
و عن ابن جريح
[2]:
و
كان الرجل منهم إن أخذ من المنّ و السلوى زيادة على طعام يوم واحد فسد، إلّا يوم
الجمعة، فإنّه لم يفسد إذا أخذوا منها ليوم الجمعة و السبت، لأنّهم لا يأتيهم يوم
السبت.
و كانوا يخبزونه مثل القرصة، فيوجد لهم طعم كالشهد المعجون بالسمن، و
كان إذا ولد فيهم مولود يكون عليه ثوب يطول بطوله كالجلد [3].
و في هذه القصّة أسرار عجيبة، و ما أشبه حال قوم موسى عليه السّلام
في التيه بحال البقر و الغنم- و اللّه أعلم.