responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 401

فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى‌ أَنْفُسِكُمْ‌ [24/ 61] أي ليسلّم بعضكم على بعض. و كقوله: وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ‌ [4/ 29] و معناه لا يقتل بعضكم بعضا.

و تحقيق ذلك إنّ المؤمنين كنفس واحدة بخلاف غيرهم من الكفار و المنافقين فإنّهم ذو آراء متناقضة و مذاهب متخالفة و أخلاق متشتّتة بعضها بهيميّة، و بعضها سبعيّة، و بعضها شيطانيّة. و لذلك حشروا إلى صور مختلفة بحسب ما غلب و استولى على نفوسهم من الأخلاق كما هو معلوم من مباحث علم المعاد. أمّا نفوس أهل الايمان و التوحيد فقد ثبت في موضعه انّها ستصل بعالم القدس.

و مذهب بعض أئمّة الحكمة و التوحيد من الأقدمين إنّ النفس العارفة العاقلة عند خروجها عن القوّة إلى الفعل في باب العاقليّة و المعقوليّة تتّحد بروح القدس المسمّى عندهم بالعقل الفعّال، فعلى هذا صحّ القول بأنّها كنفس واحدة.

و كذا على مذهب أفلاطن و من وافقه من عظماء الحكماء في باب انّ لكل نوع صورة مفارقة في عالم الأرواح العالية هي حقيقة ذلك النوع و تمامه، و هي جوهر واحد قائم عند اللّه ماثل بين يديه. و مع وحدته هو تمام كلّ واحد من أفراد ذلك النوع، و كذلك لنوع الإنسان و أفراده صورة واحدة في عالم الربوبيّة هي تمام جوهر الإنسانيّة و ان أفراد الناس إذا لم ينسلخوا عن الفطرة الإنسانيّة بالكفر و نحوه يكونون متّحدين في تمام حقيقتهم و كمال وجودهم العقلي الباطني بجوهر قدسيّ واحد، هو نفس حقيقة الجميع، و كان هذه النفوس البشريّة أجزاء لذلك الجوهر، لأنّه الأصل. و هذه هي الفروع الصادرة منه، العائدة إليه عند تمامها و كمالها.

و إليه الإشارة بقوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ [4/ 1] و قوله: ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ [31/ 28] و لذا قيل في قوله: وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ‌ [49/ 11] أي إخوانكم من المؤمنين.

و في قوله: لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً [24/ 12]

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست