لما قدّم تعالى ذكر نعمته على بني إسرائيل إجمالا في قولهاذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي
أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ بيّن بعد ذلك
تفصيل تلك النعم ليكون أوقع في التذكير و أبلغ في الحجّة عطفا عليه، كأنّه قال: «اذكروا نعمتي، و اذكروا إذ أنجيناكم، و إذ فرقنا بكم البحر» كعطف جبرئيل و
ميكائيل على الملائكة في قوله:وَ
مَلائِكَتِهِ [وَ رُسُلِهِ] وَ جِبْرِيلَ وَ مِيكالَ
[2/ 98].
و الإنجاء و التنجية بمعنى واحد و هو التخليص. و لهذا قرئ: و
أنجيناكم و يقال للمكان المرتفع: «نجوة» لأنّ الصائر إليه ينجو من كثير من المضارّ، و
لأنّ المكان العالي بائن مما انحطّ عنه، فكأنّه متخلّص منه. و ربما يفرق بينهما
بأنّ الإنجاء [يستعمل في الخلاص قبل وقوعه في المهلكة، و] [1] التنجية يستعمل في الخلاص بعد وقوعه في المهلكة.