وَ اتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَ لا
يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَ لا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ
[48]
قرء أهل مكة و البصرة لا تقبل بالتاء، و الباقون بالياء.
لما بيّن سبحانه نعمه العظام عليهم أنذرهم في كفرانهم بيوم القيامة.
و اتّقاؤه عبارة عن اتّقاء ما يكون فيه من الشدائد و الأهوال، و إلّا فنفس اليوم
لا يتّقى. كيف و لا بد أن يرده أهل الجنة و النار جميعا، و لكن ليس انتصابه انتصاب
الظروف، بل انتصاب المفعول به، لأنّ معناه «اتّقوا هذا اليوم و احذروه» و ليس معناه «اتّقوا في هذا اليوم» لأنّ يوم القيامة لا يؤمر فيه باتّقاء شيء، بل انما
يؤمر في غيره باتّقائه أو اتّقاء ما يقع فيه.
و «الجزاء» عند أهل اللغة المكافأة و المقابلة. يقال: «جزى
يجزي
جزاء» و «جازاه مجازاة» و منه الحديث انّه
قال صلّى اللّه عليه و آله لأبي بردة [1] في الجذعة التي أمره أن يضحى بها: «و لا تجزي عن أحد بعدك»
و
قال عليه السّلام:
«البقرة تجزي عن سبعة»
أي: تقضي و تكفي. فقوله:لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً أي لا تقضي عنها