responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 313

[17/ 70] غاية الأمر ان كان المراد من العالمين غير الملائكة و الأشخاص الكريمة العلويّة ليكون على وفاق قوله: كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا.

و اعلم إنّه قال في التفسير الكبير [1]: إنّ قوله: وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ‌ يدلّ على أنّ رعاية الأصلح لا تجب على اللّه تعالى- لا في الدنيا، و لا في الدين- لأن قوله: وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ‌ يتناول جميع نعم الدنيا و الدين فذلك التفضيل إن كان واجبا لم يجز جعله منّة عليهم، لأنّ من أدّى واجبا فلا منّة له على أحد. و إن لم يكن واجبا مع أنّه قد خصّص البعض بذلك دون البعض- فهذا يدلّ على أنّ رعاية الأصلح غير واجبة- لا في الدنيا، و لا في الدين.

أقول: فيه نظر- لأنّ الوجوب من وجه لا ينافي عدمه من وجه آخر.

ثمّ إنّا لا نسلم انّ المؤدي للواجب إلى أحد لا يجوز له المنّة على المؤدّى إليه. فإنّ الأب يجب عليه تأديب الولد و نفقته و كسوته و رعاية أحواله، و مع ذلك لو منّ عليه بها لم يكن هذا قبيحا منه. و كذا المعلّم لأحد في المعارف الإلهيّة لو منّ على من خرج بهدايته من ظلمة الضلالة و عمه الحيرة و جهنّم الجهالة إلى نور الهدى و بصيرة اليقين و جنّة العرفان، لكانت المنّة له عليه عظيمة.

على أنّ الحق في هذه المسألة ما ذهب إليه المحقّقون، من أنّ الأشياء انّما يجب بإيجاب اللّه تعالى، لا انّ الأشياء وجبت عليها، أو أوجبت شيئا آخر عليها.


[1] تفسير الفخر الرازي: 1/ 501.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست