نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 315
شيئا من الحقوق- فيكون مفعولا به- أو شيئا من الجزاء- فيكون نصبه على
المصدريّة.
و قرئ: «و لا تجزئ» من «أجزء عنه» إذا أغنى عنه، فعلى هذا لا يكون إلّا مصدرا
بمعنى شيئا من الأجزاء. و قرء أبو السرار القنوي «لا تجزي نسمة عن نسمة شيئا» [1].
و تنكير الجزاء و الجازي و المجزي عنه للتعميم و الإقناط الكلي عن
غير اللّه.
و الجملة منصوبة المحل صفة ل «يوما» و العائد فيها محذوف، تقديره: «لا
تجزى
فيه نفس» و منهم من لم يجوّز حذف الضمير المجرور، لأنّك لا تقول «هذا
رجل
قصدت» أو «هذه واد سكنت» و أنت تريد «إليه» أو «فيها». فقال: اتّسع فيه فأجرى مجرى المفعول به،
فحذف عنه الجار، ثمّ حذف الضمير كما حذف في قوله: فما
أدري أغيّرهم ثناء
و طول العهد، أم مال أصابوا؟
و «الشفاعة» أن يستوهب [أحد] لأحد شيئا او يطلب له، و هي
بمعنى الوسيلة و الوصلة، و القربة. و أصلها من «الشفع» الذي هو ضدّ «الوتر» كأنّ المشفوع كان فردا، فجعله الشفيع شفعا بضمّ
نفسه إليه.
و الضمير فيوَ
لا يُقْبَلُ مِنْها راجع إلى النفس
الثانية العاصية أي: لو جاءت بشفاعة شفيع لا يقبل منها. و يجوز عودة إلى الأولى
اي: لو شفّعت لها لم تقبل شفاعتها، كما لا تجزى عنها شيئا.
و «العدل» هاهنا: الفدية. و قيل: البدل. و الفرق بين العدل
و العدّل إنّ العدل هو مثل الشيء من جنسه، و العدل هو بدل الشيء. و قد يكون من
غير جنسه.
قال سبحانه:أَوْ
عَدْلُ ذلِكَ صِياماً [5/ 95] و أصله التسوية
سمّيت به الفدية لأنّها سوّيت بالمفدى.