نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 312
من الناس» و المراد منه الكثرة- لا الكلّ.
و اعترض عليه في التفسير الكبير [1] بأنّ هذا ضعيف، لأنّ لفظ «العالم» مشتقّ من العلم. و هو الدليل. فكلّ ما كان دليلا
على اللّه أو كان عالما فكان من العالم.
و هذا تحقيق قول المتكلمين: «إنّ العالم كلّ موجود سوى اللّه» و على هذا لا يمكن
تخصيص لفظ [العالم] ببعض المحدثات.
أقول: و هذا غير وارد، إذ ليس مراد الزمخشري أنّ مدلول لفظ «العالم»
حقيقة
مختصّ ببعض المحدثات، بل أنّه أريد به كثير من العالم مجازا، أو بحسب العرف
الطاري.
و ثانيها ما قاله ابن عباس [2]: انّه أراد به عالمي زمانهم، لأنّ أمّتنا أفضل الأمم
بالإجماع، كما انّ نبيّنا أفضل الأنبياء. و بدليل قوله [تعالى]:كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ [3/ 110].
و ثالثها أنّ المراد تفضيلهم في أشياء مخصوصة، و هو إنزال المنّ و
السلوى و ما أرسل اللّه فيهم من الرسل، و أنزل عليهم من الكتب- إلى غير ذلك من
النعم العظيمة- كتفريق فرعون، و الآيات الكثيرة التي يسهل معها الاستدلال، و يهون
بها المشاقّ. و تفضيل اللّه إيّاهم في أشياء مخصوصة لا يوجب أن يكونوا أفضل الناس
على الإطلاق.
و هاهنا وجه آخر لا يبعد القول به: و هو إنّ هذا التفضيل من جملة
النعم العامّة عليهم و على غيرهم من أفراد نوعهم و التي جاء من بعد من النعم
الخاصّة لهم، فيكون اشارة إلى فضيلة البشريّة كما في قوله تعالى:وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ
حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَ
فَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا