نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 240
و شهوته بوجه شرعي في زعمه، فلا يزال هكذا فعله» انتهى كلامه.
و اعلم إنّ علماء العلوم الحقيقيّة آمنين سالمين من هذه الأمراض و
الفتن، فإنّ علومهم و حالاتهم مختفية عن العوام و الحكّام، و إنّما يعرض هذه
الأمراض و الفتن- أكثر ما يعرض- للوعّاظ و الفقهاء الذي اقتصروا على علم الفتاوى و
الحكومات و المعاملات الدنيويّة الجارية بين الخلق لمصالح المعايش، و خصّصوا علم
الفقه بها و سمّوه علم المذهب و علم الدين، فربما ضيّعوا مع ذلك الأعمال الظاهرة و
الباطنة فلم يتفقّدوا الجوارح، و لم يحرسوا اللسان عن الغيبة، و البطن عن الحرام،
و الرجل عن المشيء إلى السلطان، و كذا سائر الجوارح. و لم يحرسوا قلوبهم عن الكبر
و الحسد و الرياء و سائر الملكات المهلكات.
قال الغزالي في كتاب الإحياء مشيرا إليهم: «هؤلاء هم المغرورون من وجهين: أحدهما من حيث العمل و
الآخر من حيث العلم.
أمّا من حيث العمل: فمثلهم كمثل المريض، إذا تعلّم نسخة الدواء و
اشتغل بتكراره و تعليمه- لا- بل مثلهم كمثل من به علّة البواسير أو البرسام، و هو
مشرف على الهلاك محتاج إلى تعلّم الدواء و استعماله، و اشتغل بتعلّم دواء
الاستحاضة و بتكرار ذلك ليلا و نهارا، مع علمه بأنّه رجل لا يحيض و لا يستحيض، و
لكن يقول:
ربما يقع علّة الاستحاضة بامرأة تسألني عنها. فذلك غاية الغرور.
فكذلك المتفقّة المسكين قد تسلّط عليه حبّ الدنيا و اتّباع الشهوات،
و الحسد و الكبر و الرياء- و سائر المهلكات الباطنة، و ربما يختطفه الموت قبل
التوبة و التلافي، و يلقى اللّه و هو عليه غضبان، فترك ذلك كلّه و اشتغل بعلم
السلم و الإجارة، و الظهار، و اللعان، و الجراحات، و الديات، و الدعاوي و
البيّنات، و بكتاب الحيض.
و لا يحتاج إلى شيء من ذلك في عمره لنفسه، و إذا احتاج غيره كان
للمفتين كثرة.
فيشتغل بذلك و يحرص عليه لما فيه الجاه و الرياسة. و قد دعاه الشيطان
و لا يشعر،
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 240