نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 241
إذ المغرور يظنّ إنّه مشغول بفرض دينه، و ليس يدري إنّ الاشتغال بفرض
الكفاية قبل الفراغ عن فرض العين معصية.
هذا لو كانت نيّته صحيحة كما قال، و قد قصد بالتفقّه وجه اللّه، و
أما غروره من حيث العلم فحيث اقتصر على علم الفتاوى و ظنّ إنّه علم الدين، و ترك
علم كتاب اللّه و سنّة رسوله و ترك أيضا علم تهذيب [الأخلاق] و ترك الفقه عن
اللّه بإدراك جلاله و عظمته، و هو العلم الذي يورث الخوف و الهيبة و الخشوع، و
يحمل على التقوى.
فتراه آمنا من اللّه، مغترّا به، متّكلا على أنه لا بدّ أن يرحمه،
فإنّه قوّم دينه، و إنّه لو لم يشتغل بالفتاوى لتعطّل الحلال و الحرام، فقد ترك
العلوم التي هي أهمّ، و هو غافل مغرور، و سبب غروره ما سمع في الشرع من تعظيم
الفقه، و لم يدر انّ ذلك الفقه هو الفقه عن اللّه، و معرفة صفاته المخوّفة و
المرجوّة، ليستشعر القلب بلازم التقوى، إذ قال اللّه تعالى:فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ
لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا
إِلَيْهِمْ [9/ 122].
و الذي يحصل به الإنذار غير هذا العلم، فإنّ مقصود هذا العلم حفظ
الأموال بشروط المعاملات، و حفظ الأبدان و بالأموال و بدفع القتل و الجراحات. و
المال في طريق اللّه آلة، و البدن مركب. و إنّما العلم المهمّ هو معرفة سلوك
الطريق و قطع عقبات القلب التي هي الصفات المذمومة. فهي الحجاب بين اللّه و بين
العبد، فإذا مات ملّوثا بتلك الصفات كان محجوبا عن اللّه.
فمثال في الاقتصار على علم الفقه مثال من اقتصر من سلوك طريق الآخرة
على علم حرز الراوية و الخفّ. و لا شك في أنّه لو لم يكن لتعطّل الحجّ، و لكن
المقتصر عليه ليس من الحجّ في شيء.
و من هؤلاء من اقتصر من علم الفقه على الخلافيّات، و لم يهمّه إلّا
طريق المجادلة و الإلزام و إفحام الخصوم و دفع الحقّ لأجل الغلبة و المباهاة،
[فهو] طول الليل
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 241