نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 176
بالذات: فيرجع حاصله مع انشعاب أقسامه إلى الايمان، و حسن الخلق، و
ينقسم الايمان إلى علوم المكاشفة، و هي العلم باللّه و ملائكته و كتبه و رسله و
أوليائه و عالم (ظ: علم) المعاد و اليوم الآخر. و إلى علوم المعاملة: و هي تحصيل
حسن الخلق.
و الأولى عدّ علوم المعاملة من جملة المنافع، لأنّها وسيلة إلى حسن
الخلق الذي هو عبارة عن سلامة القلب و طهارة النفس و صفاء الضمير، و شيء منها ليس
خيرا بالذات، لأنّها عدميّة، و العدم لا يكون خيرا بالذات، و إنّما هو وسيلة إلى
قبول الخير، و هو صورة المطلوب- أي الحضرة الإلهية و أفعاله و آثاره-.
فعلوم المعاملة من المنافع المؤديّة إلى الخير الحقيقي و السعادة
الاخروية، إذ لا سبيل إلى سعادة الآخرة إلّا بالعمل و السعي في طريقها ولَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى و ليس لأحد في العقبى إلّا ما تزوّد في الدنيا.
و هي تنقسم
62
إلى
عفّة- و هي سياسة قوّة الشهوة، حتّى لا تكون مستولية و لا مطموسة- و إلى شجاعة- و
هي تعديل قوّة الغضب، حتّى لا يكون الإنسان من جهتها متهوّرا و لا جبانا مقهورا،
بل يكون إقدامه و إحجامه بمقتضى العقل المنور بنور الايمان- و إلى حكمة- 63 و هي إصلاح القوّة الإدراكية حتّى لا
تكون جربزة مكّارة كالشيطان في استنباط دقائق الحيل في الدنيا، و التفريعات
الجزئية من العلوم التي ضرّها أكثر من نفعها. و لا يكون أيضا بليدا غير مروّ في
الأشياء النافعة.
و هذه الحكمة غير الحكمة التي أثنى عليها كتاب اللّه بقوله:مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ
أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً
[2/ 269] فإنّها كلّما كانت أكثر فهي أجلّ و أشرف.
و من تعديل هذه الثلاثة- أعني ملكة العفّة و الشجاعة و الحكمة- تحصّل
للنفس ملكة اخرى تسمّى بالعدالة، و هي ميزان إنزال اللّه تعالى على لسان رسوله، إذ
قال:أَلَّا تَطْغَوْا فِي
الْمِيزانِ* وَ أَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَ لا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ [55/ 9] فمن أخصى نفسه لترك
شهوة الجماع و ترك النكاح مع الاستطاعة و الأمن
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 176