نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 170
الخلقة و أحوال الفطرة، قادر، حكيم، فاطر، عليم، محيط بكلّ شيء، و
له الخلق و الأمر.
و أمّا الدلالة على النبوّة فمن حيث أنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله
أخبر عن هذه العلوم الغيبية التي عجزت عن كنه إدراكها عقول الحكماء المتفكّرين، و
قصرت أفهامهم عن تحصيلها- من ماهيّة الروح الإنسانية، و تردّدها في مكامن الغيب
قبل مظاهر الشهادة- من غير تعلّم من استاد بشري، بل بوحي إلهي و علم لدنّي. و
هؤلاء بدقّة أفكارهم لم يعلموا من الروح الإنساني إلّا ما حدث عن مزاج البدن في
الشهر الرابع من تكوّن النطفة في الروح، و لم يعلموا من بقائها إلّا استمرار
وجودها على نعت واحد و جوهريّة واحدة، غير مطلّعين على نشآتها السابقة على الكون
في الرحم، و لا على تمام نشآتها اللاحقة بعد الموت، و تفاصيلها كالقبر و البعث، و
الحشر، و الصراط، و الحساب، و الميزان، و الجنّة، و النار و الرؤية، و اللقاء.
و أمّا الدلالة على المعاد فمن حيث أنّ القادر الذي يخلق بدايات خلقة
الإنسان لا بدّ و أن يخلق نهايات خلقه و غايات (ظ: غاياته) فإنّ كلّ ماله بداية
فله نهاية، و الإنسان لجامعيّة ذاته و شموله على الطبع و الحسّ و النفس و الروح و
السرّ المنفوخ، فله بحسب كلّ منها بدايات متتابعة و نهايات متلاحقة. و هذا بيان
برهاني له شرح و تفصيل سيأتي إن شاء اللّه.
و أمّا ما قيل في إثبات المعاد في مواضع عديدة «إنّه من قدر على خلق هذه الأشياء ابتداء قدر على
خلقها إعادة» فهو بمجرّده لا يثبت وجوب المعاد- بل إمكانه- إلّا أن يضم به سائر
الأدلّة.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 170