نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 169
و اعلم إن اللّه سبحانه بيّن حال طائفتين من طوائف الناس بحسب
العاقبة، لكون كلّ منهما في طرف التضادّ من الآخر. إحداهما الكاملون في السعادة، و
الاخرى الكاملون في الشقاوة، و لم يبيّن حال الاوساط إمّا لأنّ حالهم يستفاد من
أحوال هاتين الطائفتين بوجه، و إمّا لان المقام لا يقتضي تفصيل مراتب الناس بحسب
العاقبة، لأنّ الكلام مسوق هاهنا في أحوال مبادي نشأة الإنسان، و أوائل فطرته، و
إنّما انجرّ إلى ذكر نبذ من أحوال النهاية تبعا و إجمالا. و التفصيل فيها موكول
إلى مواضع اخرى من القرآن، مثل قوله تعالى:وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَ
إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
[9/ 106] و كقوله:وَ
آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً
عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [9/ 102].
و الحقّ إنّ الموجب للعذاب الدائم ضرب من الكفر، و هو الذي يكون مع
أهل النفاق المكذّبين المعاندين، حيث يتركّب فيهم الجهل مع الاستكبار و الرسوخ
فيه.
و أمّا الكفر بمعنى الصفة العدميّة هي عدم الايمان باللّه و رسوله
بواسطة قصور النفس عن درجة هذا الكمال، و انحطاطها عن اكتساب هذا النور، فلا يوجب
ذلك الّا دوام الكون في النار، و عذاب أدنى من عذاب أهل الشرك و الظلم- نعوذ
باللّه.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 169