و «المحلّ الأرفع» هو العالم الأعلى النوري المجرّد
بالكليّة عن ملابسة الأجساد، و هو أرفع درجة و مكانة من عالم الجنان، لأنّ الجنّة
جسمانيّة و عالم النور المحض مجرّد عقلي.
و قد سبق إن النفس الآدمية كان معدنها الأصلي أوّلا عالم العلم الإلهى
و القضاء الربّاني حيث كان مقدّرا في علمه تعالى انّه جاعل في الأرض خليفة، و
العلم بالشيء هو نحو من وجود ذلك الشيء، ثمّ نشأت بقدرته تعالى في عالم الأرواح
العقلية حينما صارت منفوخا فيها روح اللّه 53، و مسجودا لملائكته ثمّ سكنت بأمر اللّه في
الجنّة و تناولت من ثمارها و أشجارها ثمّ هبطت بعد ذلك إلى القالب، و بالقالب إلى
هذا العالم. 54 و «الورقاء»
حمامة
خضراء يشبه لونه لون السماء. شبّه النفس الإنسانية بالورقاء لكثرة استيناسه بصورة
الإنسان و شدّة ميله بالعود إلى المحلّ المعتاد الذي يتحقّق به المعاد، و أصل
التشبيه لها بالطير مطلقا لصفة تجرّدها عن البدن، و هو بمنزلة القفص للطير،
المشابهة لصفة الطيران. و إنّما شبّهت بالطائر الأخضر إشعارا بأنّها من عالم
السماء و
قد ورد في الحديث
[3]: «إنّ الأرواح بعد البدن تكون في قوالب طيور
خضر»
و
ورد- أيضا في الحديث
[4]: «إنّها في قناديل معلّقة تحت العرش».
[1] في نسخة المصنف هنا «سترت» و أثبتناها
طبقا لما يفسره قريبا و ما جاء أيضا في أكثر نسخ القصيدة.
[2] جاء في بعض المواضع: ألفت مجاورة الخراب البلقع.
(3، 4) راجع أبي داود: كتاب الجهاد، باب في
فضل الشهادة: 3/ 15، و راجع أيضا ما جاء في الكافي: كتاب الجنائز، باب آخر في
أرواح المؤمنين: 3/ 244.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 161