responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 162

و يمكن أن يكون المراد بالأرواح ما هي أرفع من النفوس، و هي العقول.

و المراد من الطيور الخضر النفوس التي في عالم البرزخ، و من القناديل المعلّقة تحت العرش ما هي لما بمنزلة الأبدان هناك، و هي المثل المعلّقة في عالم الاشباح المثاليّة.

و «الكاف» في قوله: «إليك» إن أريد بها نفسك فيراد من «الورقاء» الروح. و من «المحلّ الأرفع» عالم القدس العقلي و إن أريد بها بدنك فالورقاء هي النفس، و المحلّ الأرفع هو عالم الجنّة و الثاني أنسب بما بعده.

و «السفر» في قوله: «سفرت» كشف الوجه. و «التبرقع» ستره. و تقديم لفظ «الكلّ» عليها لرعاية الوزن. و المراد منه: ان النفس لتجرّدها محجوبة متبرقعة عن الأبصار، و لنوريّتها و اسفرار وجهها مكشوفة على البصائر و «هي ذات تفجّع» أي: ذات جزع و فزع.

و «البلقع» أي: الخالي. و المراد به عالم الأجسام، لخلوّها في نفسها عن الصور و الهيئات، لأنّها فائضة عليها من عالم العقل و النفس أو البدن فإنّه من حيث هو خراب خال عن القوى الروحانيّة و النفسانيّة.

و حاصل القول: إنّ العناية الإلهيّة قد جرت في الأزل و تعلّقت بهبوط النفس الإنسانيّة من عالم الأرفع النوري إلى الهيكل المزاجي الإنسي، بواسطة وجود الاعتدال فيه، الذي هو ضرب من الوحدة الحقيقيّة و ظلّ منها.

فنزلت النفس من جوّ الفضاء العقلي و المصعد الأعلى السماوي إلى مستوكر البدن الظلماني على سبيل الكراهة و الصعوبة لأنّ مفارقة الوطن الأصلي- سيّما عالم القدس النوري- تكون صعبا، و مجاورة الأضداد و الأعداء أصعب منها. لكن بحكم التقدير الأزلي و القضاء الإلهي- حيث لا مردّ لقضائه و لا مانع لحكمه- فارقت العالم الأعلى كرها و تعلّقت بالمستوكر الأدنى جبرا و قهرا. و انفصلت عن الطهارات و

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست