نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 160
و هاهنا وجه آخر، و هو أنّه يحتمل أن يكون الهبوط الأوّل إلى البدن،
و الهبوط الثاني إلى الدنيا. و منشأ الأوّل حاجة النفس لتكميلها إلى قواها و
دواعيها كالشهوة و الغضب التي في البدن، و منشأ الثاني حاجتها بواسطة تكميل البدن
و منافعه و مضارّه إلى الأمور الخارجة عنه.
و ممّا روي في الأخبار و الحكايات: إنّ آدم عليه السّلام اهبط بالهند
و حوّا بجدّة، و إبليس بموضع من البصرة، و الحيّة بإصبهان.
إشارة قرآنية [كراهيّة الإنسان للهبوط ثمّ للعروج]
ثمّ إنّ في الآية اشعارا لطيفا بأعجب أحوال الإنسان، فإنّ من عجيب
أحواله إنّ مفارقته عالم القدس و الرحمة و بعده عن درجة المقربين و هبوطه إلى دار
الدنيا كان صعبا عليه في أول الأمر بمقتضى صفائه الذاتي و فطرته الأصلي، و لم يرض
بالكون في هذا العالم بل استكرهه و استوحشه، حتّى صدر الأمر بهبوطه مرّة بعد اولى،
ثمّ إذا وقع في هذه الدار- دار الغربة و الوحشة- و مضت عليه برهة من الزمان، نسى
موطنه الأصلي و داره و أحبّائه و أحفاده الذين كانوا صحبهم فيها، و ألف هذا المنزل
و تثبّط فيه، و كره الخروج منه و استأنس بأهل الدنيا و استصعب مفارقتهم.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 160