responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 159

فإنّك لا تليق بهذه الدار، و مكانك ينبغي أن يكون في بلاد الهند».

و يؤيّد قول الجبائي ما

ورد في حكاية آدم و خروجه من الجنّة إنّه «لما أمر بالخروج أتى إلى باب الجنة ليخرج منها، فلمّا أراد أن يضع قدمه خارجا قال «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم» فلمّا سمع جبرئيل منه أوقفه انتظارا للرحمة، فقال:

«إلهي ارحم عليه، فقد ذكر كلمة عظيمة» فأعاد اللّه الأمر بالهبوط، و نبّه على أنّ له في هذا الأمر رحمة آجلة أعظم و أوسع من هذه الرحمة العاجلة» فالقصّة دالّة على على أنّه وقع لآدم وقفة في سور الجنّة المضروب بينها و بين سماء الدنيا.

و المراد من السماء الدنيا على طريقة التوصيف مجموع عالم السماء، لأنّها بالقياس إلى الجنّة دانية، فالأمر بالهبوط الثاني كان متعلّقا بنزول آدم من السماء إلى الأرض بعد خروجه من الجنّة بالأمر الأوّل إلى بابها الذي هو في عالم السماء.

و أمّا الثاني فعود الضمير إلى الجنّة إنما وقع لأنّ ابتداء الهبوط كان منها، و ليس قوله‌ مِنْها داخلا في المأمور به.

ثمّ قال‌ [1]: «و عندي وجه ثالث أقوى من الوجهين، و هو إنّ آدم و حوا، لما أتيا بالزلّة امرا بالهبوط فتابا بعد الأمر بالهبوط. فأعاد اللّه الأمر بالهبوط مرّة ثانية ليعلما إنّ الأمر بالهبوط ما كان جزاء على ارتكاب الزلّة حتى يزول بزوالها، بل هو باق بعد التوبة، لأنّ الأمر بالهبوط كان تحقيقا للوعد المتقدّم في قوله: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً [2/ 30].

و قيل: سبب التكرير اختلاف المقصود في الأمرين. فإنّ الأوّل دلّ على أنّ هبوطهم إلى دار بليّة يتعادون فيها و لا يخلّدون، و الثاني أشعر بأنّهم اهبطوا للتكليف فمن اهتدى نجى، و من ضلّ هلك، كما يقال: «اذهب سالما معافيا، اذهب مصاحبا» و إن كان الذهاب واحدا- لاختلاف الحالين.


[1] تفسير الفخر الرازي: 1/ 476.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست