لا بدّ في تكرير الأمر بالهبوط من نكتة فذكروا في ذلك وجهين:
أحدهما: قول الجبائي، و هو إنّ الهبوط الأوّل غير الثاني، فالأوّل
كان من الجنّة إلى سماء الدنيا، و الثاني من السماء الدنيا إلى الأرض.
الوجه الثاني: إنّ التكرير للتأكيد.
و اعترض الإمام الرازي
[1]
على
أوّل الوجهين من وجهين:
أحدهما إنّه قال في الهبوط الأوّل:وَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ.
فلو
كان الاستقرار في الأرض إنّما حصل بالهبوط الثاني لكان ذكره عقيب الأمر بالثاني
أولى.
و ثانيهما: إنّ ضميراهْبِطُوا مِنْها
عائد
إلى الجنة: و ذلك يقتضي كون الهبوط الثاني من الجنّة.
أقول: للمناقشة في كلا البحثين مجال: أمّا الأوّل فإنّ الاستقرار
المذكور و إن لم يحصل إلّا بعد الهبوط الثاني، لكن يجوز ذكره سابقا عليه لفوائد
اخرى كالتشديد و المبالغة في الإخراج، كمن يقول لأحد يريد إخراجه من داره «اخرج