نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 114
بدليل جواز الاستثناء فيقال: «فلان من المصطفين الأخيار، إلّا في فعله الفلاني» و
الاستثناء يخرج من الكلام ما لولاه لدخل تحته. فثبت إنّهم أخيار في كلّ الأمور، و
ذلك ينافي الذنب عنهم.
و قال تعالى:اللَّهُ
يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النَّاسِ
[22/ 75] و قال:
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ
عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ
[3/ 33] و قال في إبراهيم عليه السّلام:وَ لَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا
[2/ 130] و في موسى:إِنِّي
اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي
[7/ 144] و قال تعالى:وَ
اذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَ
الْأَبْصارِ* إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ* وَ إِنَّهُمْ
عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ [الْأَخْيارِ]
[38/ 45- 47] فكلّ هذه الآيات دالّة على كونهم موصوفين بالاصطفاء و الخيريّة، و
ذلك ينافي صدور الذنب عنهم.
التاسع إن النبيّ أفضل من الملك- كما مرّ- و الملائكة معصومون عن
المعصية، لقوله تعالى:لا
يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ
[66/ 6] و إذا كان الملك معصوما وجب أن [يكون] المساوي له في الفضيلة
معصوما- فضلا عن الأفضل- و ذلك لقوله:أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ
[38- 28].
و العاشر قوله تعالى في حقّ إبراهيم:إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً
[2/ 124] و الإمام من يؤتمّ به، و لو صدر عنهم الذنب لوجب الائتمام بهم في ذلك
الذنب، و ذلك تناقص.
و للمخالف في كل ما ذكرناه محل بحث و هو إن وجوب الاتّباع و الائتمام
إنّما هو متعلّق بالشريعة و تبليغ الأحكام، و بالجملة فيما ليس بذلة و لا طبع.
وردّ الشهادة إنّما يكون بكبيرة أو إصرار على صغيرة من غير إنابة و رجوع. و لزوم
الزجر و المنع و استحقاق العذاب و اللوم إنّما هو على تقدير التعمّد و عدم
الإنابة، و مع ذلك فلا يتأذّى
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 114