الرابع استحقاقهم العذاب و الطعن و اللعن و اللوم و الذم لدخولهم تحت
قوله:
وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ [72/ 23] و قوله:أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى
الظَّالِمِينَ [11/ 18] و قوله:لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ [61/ 2] و قوله:أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ
تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
[2/ 44] لكن كلّ ذلك منتف عنهم بالإجماع. و لكون وقوعها من أعظم المنفّرات.
الخامس عدم نيلهم عهد النبوّة لقوله تعالى:لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
[2/ 124] فإنّ المراد به النبوّة، أو الإمامة دونها.
السادس كونهم غير مخلصين، لأنّ المذنب قد أغواه الشيطان و المخلص ليس
كذلك، لقوله تعالى حكاية عن إبليس:لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ [15/ 39- 40] لكنّ اللازم
منتف بالإجماع، [و] بقوله تعالى في إبراهيم و إسحاق و يعقوب:إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ [38/ 46] و في يوسف:إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا
الْمُخْلَصِينَ [12/ 24].
السابع كونهم حزب الشيطان و متّبعيه، و اللازم قطعيّ البطلان. و ذلك
لأنّه تعالى قسّم الخلق صنفين فقال في أحدهما،أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ
الْخاسِرُونَ [58/ 19] و قال في
الآخر:أُولئِكَ حِزْبُ
اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
[58/ 22] و لا خفاء في أنّ حزب الشيطان من يفعل ما يرتضيه- و هو المعصية.
الثامن عدم كونهم مسارعين في الخيرات، معدودين عند اللّه من المصطفين
الأخيار، إذ لا خير في الذنب لكن اللازم منتف لقوله تعالى في حقّ بعضهم:
يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِوَ إِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ [38/ 47] و لفظ «الخيرات»
للعموم،
فيتناول الكلّ و الثاني أيضا يتناول جميع الأفعال و التروك،
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 113