نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 112
في التصديق بالمعجزة.
و اتّفقوا أيضا على وجوب عصمتهم عن الكفر، و قد جوّزه الأزارقة من
الخوارج، بناء على تجويزهم الذنب، مع قولهم بأنّ كلّ ذنب كفر. و جوّز بعض فرق
الشيعة إظهاره تقيّة و احترازا عن إلقاء النفس في المهلكة. و ردّ بأنّ أولى
الأوقات بالتقيّة ابتداء الدعوة، لضعف الداعي و شوكة المخالف.
و كذا عن تعمّد الكبائر بعد البعثة، فعند الأشاعرة سمعا، و عند غيرهم
عقلا و جوّزه الحشويّة إمّا لعدم دليل الامتناع لهم، و إمّا لما سيجيء من شبه
الوقوع.
و كذا عن الصغائر المنفّرة لإخلالها بالدعوة إلى الاتّباع.
و كذا ذهب كثير من المعتزلة إلى نفي الكبائر قبل البعثة أيضا.
و ذهب الإماميّة إلى نفي الصغائر قبل البعثة و بعدها مطلقا لا عمدا و
لا سهوا و ذهب الأشاعرة إلى نفي الكبائر بعد البعثة مطلقا، و الصغائر- عمدا لا
سهوا- لكن لا يصرّون و لا يقرّون، بل ينهون و ينتهون.
و ذهب إمام الحرمين منهم، و أبو هاشم من المعتزلة إلى تجويز الصغائر
عمدا.
لنا: لو صدر عنهم الذنب لزم امور كلها فاسدة بالدلائل العقليّة و
السمعيّة:
أحدها حرمة اتّباعهم. لكن النبيّ واجب الاتّباع 30 بالإجماع و بقوله تعالى:
الثاني ردّ شهادتهم. لقوله تعالى:إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا الآية [49/ 6]
31
لكن
التالي منتف- للقطع بأنّ من يردّ شهادته في القليل من متاع الدنيا لا يستحقّ
القبول في أمر الدين القائم إلى يوم الدين.
الثالث وجوب منعهم و زجرهم، لعموم أدلّة الامر بالمعروف و النهي عن
المنكر. لكنّه منتف لاستلزامه إيذائهم، و هو محرّم بالإجماع، و بقوله تعالى:
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 112