responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 446

منحرفا عن ذلك الطريق، فعلى ما فسّرنا الهدى به ليس لأحد أن يقول: كيف اشتروا الضلالة بالهدى و ما كانوا على هدى قطّ؟

لأن كل واحد من الناس في أول نشأته و حداثة وجوده على رأس الطريق منه إلى اللّه فهو على هدى بحسب الفكرة، و إنما يقع الجور بحسب ما يكتسبه من الأفعال و الاعتقادات. كما ورد في الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه و ينصّرانه و يمجّسانه».

المقدمة الثالثة: ان الربح و الخسران ليسا بأمرين عارضين لغاية هذا السفر، ممكني الانفكاك عن منازل هذه الحركة، بل الوصول إلى كل منزل من منازل الآخرة يلزمه ما يخصّه من ربح أو خسران، أو نعيم أو حرمان، أو راحة أو عذاب بل الربح هاهنا بنفس الوصول إلى المنزل الأسنى و المقام الأعلى. و كذا الخسران بنفس الوصول إلى الهوى الأدنى.

سئل بعض أهل اللّه عن عذاب القبر، فقال: القبر كلّه عذاب إشارة إلى أن العذاب عبارة عن الانحباس في مضيق البرازخ السفلية، و التقيّد بقيود المؤذيات الحيوانية و التألّم بآلام العقارب و الحيّات النفسانية، كما ان النعيم و الراحة بالخلاص عنها و الفوز بالدرجات العاليات، لأن ما فيها كلّه روح و ريحان و جنة و رضوان، و ما في البرازخ السفلية كلّه آلام و محن و موذيات و عقارب و حيات و سموم و نيران و حميم و زقّوم.

فإذا تقررت هذه المقدمات، فنقول: قد حكى اللّه تعالى عن المنافقين و المغترين بلوامع سراب الدنيا من أهل الكتاب و غيرهم، الذين تفقّهوا لغير الدين و عملوا بغير عمل أهل اليقين طلبا للحطام و مصيدة للعوام: بأنهم اشتروا الضلالة بالهدى و باعوا الآخرة بالأولى و الدرر الفاخرة بالثمن الأوكس الأدنى و استبدلوها به حيث انهم أخلوا بالهدى الذي جعلهم اللّه في أصل الفطرة التي فطر الناس عليها محصّلين الضلالة التي ذهبوا اليها و اختاروا الضلالة و استحبوها على الهدى فجاروا عن القصد و فقدوا الاهتداء.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 446
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست