و لعب الميسر و ما يتعلّق به، و عبادة الأنصاب و تعظيمها، و ما يتعلّق
بذلك، و الاستقسام بالأزلام، و ما يتعلّق به، حتّى لا يبعد أن يقال إنّ قبح تعاطي
هذه الأشياء واصل إلى حدّ إذا نسب إليها جميعا النجاسة و القذارة يتبادر هو لا
غير، خصوصا مع قرينة عدم قائل بنجاستها جميعا فتأمّل.
لا يقال: القائل بنجاسة الخمر كثير بل أكثر، و لا ريب أنّ مراعاة
الحقيقة مع الإمكان أولى و المجاز معها أقرب، فينبغي أن يحمل الرجس بالنسبة إلى
الخمر على حقيقته، و في البواقي على غيرها.
لأنّ هذا و إن كان مجازا لكنّه استعمال في الحقيقة و المجاز جميعا، و
يحتاج فيه إلى وضع ثالث، و اعتبار عين كلّ من المعنيين في الوضع و الاستعمال، و
مؤنة ذلك كثيرة غير لائق بأوضاع الألفاظ، و استعمالاتها، بل كاد أن لا يحتمله
الوضع و لا
و العويصة في هذا الحديث انما هو في عد العاصر و المعتصر في كثير
من نسخ الحديث اثنين و ان كان في بعض الأحاديث واحدا فليس في الخصال ذكر المعتصر
انظر ص 444 ط مكتبة الصدوق و كذا عقاب الأعمال ص 291 ط مكتبة الصدوق فأكثر
الشارحين للحديث من كتب شرح الحديث و اللغة يقولون المعتصر من يعتصر لنفسه و
العاصر من يعصر لغيره مثل كال و اكتال و قال بعضهم المعتصر حابسها في الأواني و الزجاجات
و في المقاييس ج 4 ص 342 عصرت العنب إذا وليته بنفسك و اعتصرته إذا عصر لك خاصة.
و الذي يلوح لي ان العويصة انما تسببت حيث انهم قرءوا المعتصر بكسر
الصاد و الا فلو قرئ بفتحها فتكون الكلمة على وزان اسم المفعول و اسم المكان من
المزيد على وزن واحد فيكون اسم مكان و شمول اللعن لأصل الخمر فلا اشكال مضافا الى
ان المعتصر بفتح الصاد على ما في أساس اللغة و المقاييس ج 4 ص 344 يكون بمعنى
الملجإ أيضا بل في اللسان ان الاعتصار يجيء بمعنى الالتجاء فأنشد البيت المعروف:
لو بغير الماء حلقي شرق
كنت
كالغصان بالماء اعتصارى
و عليه فيكون المراد من المعتصر التشكيلات التي يسمونه في هذه
الأزمان بالرسومات.