responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 56

بالصلاة و الزكاة «وَذلِكَ» أي عبادة اللّه على الوجه المذكور، و إقامة الصلاة، و إيتاء الزكاة دين الملّة القيّمة، أي عبادة الملّة المستقيمة الحقّة، و هي شريعة نبينا عليه السّلام الآن.

أو المراد بالدين الملّة كما في قراءة: «و ذلك الدين القيمة» 1 فتكون من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة، و تأنيث القيّمة إما للردّ إلى الملّة أو الهاء للمبالغة 2 و هذه الإضافة قد جوّزها الكوفيّون 3 و من لم يجوّز فإنّما لم يجوّز مع إفادة الصفة لا مطلقا، و هو مصرّح، و لهذا يجوز الإضافة البيانيّة بالاتفاق، أو صفة للكتب الّتي جرى ذكرها كذلك أى ذلك ملّة الكتب القيّمة أو ملّة أصحابها كما قيل فتأمل.

و على الوجهين يمكن أن يراد به العبادة كما لا يخفى، بل في القراءة أيضا.

[و قد يتأمّل في دلالة الآية على اعتبار الإخلاص في العبادة لاحتمال أن يراد بإخلاص الدين له اختيار دين الإسلام مثلا خالصا للّه، و فيه أنه خلاف أقوال العلماء لم ينقل من أحدهم ذلك، و أيضا الأظهر في إخلاص الدين للّه أن يوقع الأعمال الدينية خالصا للّه، و لم سلّم فحنفاء، فيه ما يكفي في هذا المعنى كما قدّمنا].

و بالجملة لا ريب في دلالة الآية على اعتبار الإخلاص في العبادة، و أشراطه فيها، و لو من قوله‌ «وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ» و لعلّ إخلاصها هو أن توقعها للّه وحده، فلا ترجو بها إلّا من عنده، و إن كان الكمال التام أن يكون معرفتك بجلال ربّك و كرمه و اعتقادك بفيّاض فيض جوده و فضله، فوق أن ترجو ما عنده بامتثاله، و رسوخك في محبّته و طريق مودّته و شوقك إلى متابعة مراده و تحصيل مرضاته أكثر من أن يكون شي‌ء من ذلك ملحوظا لك في عبادته، كما هو المفهوم من قول مقتداك و هاديك، و باب علم نبيّك عليه السّلام: «ما عبدتك خوفا من نارك، و لا طمعا في جنّتك، بل وجدتك أهلا 1- الكشاف ج 4 ص 782.

2- و في المجمع ج 5 ص 523 قال النضر بن شميل سالت الخليل عن هذا فقال القيمة جمع القيم و القيم و القائم واحد فالمراد و ذلك دين القائمين للّه بالتوحيد.

3- و هو الحق انظر تعاليقنا على مسالك الافهام ج 1 ص 81.

نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست