responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 57

للعبادة فعبدتك 1».

و لا يخفى أنّ الفعل لا تقع هكذا إلّا باعتبار قصده كذلك، و هو النيّة الّتي يستدلّ الأصحاب بالآية عليها، و الإخلاص هو المراد بالقربة الّتي يذكرونها في النيّات لتلازمهما في العبادة الصحيحة، و ترتّبها عليه، و لاعتبار صفة القربة في الآيات و الروايات كثيرا.

إذا تقرّر ذلك، فلا تصحّ مع قصد الرياء أو التبرّد أو إزالة الكسل أو الوسخ أو نحوها، لكونه منافيا للإخلاص فيكون مفسدا لها، و تصحّ مع رجاء الفوز بالجنّة، و الخلود فيها، و الخلاص من النار و الأمن منها بالامتثال بها، فان هذا غير مناف بل مؤيّد و مؤكّد إلّا لنادر، و لذلك تضمّن بعض الآيات و الأخبار الأمر به، و المدح عليه فافهم.

ثم لا يخفى أنّ قوله‌ «حُنَفاءَ» ظاهره على ما تقدّم عدم صحّة عبادة الفاسق سيّما مع إصراره على الكبائر لأنّه غير مستقيم على طرق الحقّ و الصواب، و غير مائل إليه عن الاعتقادات الزائفة و الطرق الباطلة، اللهم إلّا أن يراد بهم المائلون إلى الإسلام عن الأديان كلّها، كما في اللباب 2 أو المتّبعون لملّة إبراهيم عليه السّلام، و قيل حنفاء أي حجّاجا و إنما قدّمه على الصلاة و الزكاة لأنّ فيه صلاة، و إنفاق مال، و هو غير مناسب كما لا يخفى.

و كظاهر هذه الآية قوله تعالى في نبأ ابني آدم‌ «إِنَّمايَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» فان ظاهر إطلاقه كما قاله القاضي أنّ الطاعة لا تقبل إلّا من مؤمن متّق، و فيه: إلّا على قول من يقول بأن فاعل الكبيرة غير مؤمن، على أنّ فيه ما فيه من الإشكال فإنّ الفقهاء لم يذكروا ذلك، بل ظاهرهم أنّ الفسق لا يمنع من صحة العبادة إذا فعلها على وجهها.

فلعلّ المراد أنّ اللّه لا يقبل القربان بإرسال نار تأكلها إلّا من المتّقين أو أنه 1- انظر تعاليقنا على مسالك الافهام ج 1 ص 235.

2- تفسير الخازن ج 4 ص 399 سورة الواقعة و يؤيد ذلك ما روى عن الصادقين.

نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست