responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 51

لفظ الصلاة في معناها الحقيقي، و في موضع الصلاة، فإنّ قرينة «حَتَّىتَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ» دلت على الصلاة، و قرينة «إِلَّاعابِرِي سَبِيلٍ» على المسجد انتهى.

و الظاهر أن ارتكاب الاستخدام في قربها أقرب و الأظهر أن القرب أعم من التلبّس بفعلها و التعرض له كالعزم و القيام إليها و الحضور في مواضعها المعدّة لفعلها بلا استخدام، فان هذا هو الظاهر من القرب منها كما لا يخفى.

و بالجملة ففي الآية دلالة على وجوب ما يؤمن به من التلبس بالصلاة أو حضور


إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى‌ تَغْتَسِلُوا» فان الصلاة تحتمل ارادة نفس الصلاة و تحتمل ارادة موضعها، فقوله‌ «حَتَّىتَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ» يخدم المعنى الأول، و قوله‌ «إِلَّاعابِرِي سَبِيلٍ» يخدم المعنى الثاني.

و قال أبو العلاء في القصيدة الثالثة و الأربعين يرثي فقيها حنفيا.

 

و فقيها أفكاره شدن للنعمان‌

ما لم يشده شعر زياد

 

فان النعمان يراد به أبو حنيفة و هو النعمان بن ثابت، و يراد به النعمان بن المنذر ملك الحيرة فقوله فقيها يخدم المعنى الأول و قوله شعر زياد يخدم المعنى الثاني لأن زيادا هو النابغة الذبياني و كان معروفا بمدح النعمان بن المنذر.

و في القصيدة النباتية.

 

حويت ريقا نباتيا حلا فغدا

ينظم الدر عقدا من ثناياك‌

 

فلفظ النباتي يراد به السكر يعمل منه كالبلور شديد البياض و الصقالة و يراد به ابن نباتة الشاعر المعروف، فذكر الريق و الحلاوة يخدم المعنى الأول، و ذكر النظم و الدر و العقد يخدم المعنى الثاني.

و قال الهلالي‌

أخت الغزالة إشراقا و ملتفتا

لها لدى السمع لذات و نشأت‌

 

فالاشراق يخدم أحد معنيي الغزالة و هو الشمس و الملتفت يخدم معناه الآخر و هو الظباء.

و مثله قول الشاعر:

 

حكى الغزال طلعة و لفتة

من ذا رآه مقبلا و لا افتتن‌

 

 

أعذب خلق اللّه ريقا و فما

ان لم يكن أحق بالحسن فمن؟

 

و الفرق بين الاستخدام بهذا الاصطلاح و التورية أن اللفظ ان استعمل في مفهومين معا فهو الاستخدام و ان أريد أحدهما مع لمح الآخر باطنا فهو التورية قال الشاعر:

 

في الجانب الأيمن من خدها

نقطة مسك اشتهى شمها

 

نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست