responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 364

الكلبيّ عن ابن عباس و هم نحو من أربعمائة رجل لم يكن لهم مساكن بالمدينة، و لا عشائر يأوون إليهم، فجعلوا أنفسهم في المسجد، و قالوا: نخرج في كلّ سريّة يبعثها رسول اللّه فحثّ اللّه الناس عليهم، فكان الرجل إذا كان عنده فضل أتاهم به، إذا أمسى.

و في الكشاف إنّهم من مهاجري قريش، و كانوا في صفّة المسجد و هي سقيفة يتعلّمون القرآن بالليل و يرضخون النوى بالنهار، و كانوا يخرجون في كلّ سريّة يبعثها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

و عن ابن عباس 1 وقف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوما على أصحاب الصفّة فرأى فقرهم و جهدهم و طيب قلوبهم، فقال: أبشروا يا أصحاب الصفّة، فمن بقي من أمّتي على النعت الذي أنتم عليه راضيا بما فيه، فإنّه من رفقائي.

و فيه من الحثّ و الترغيب للفقراء على الاتّصاف بصفاتهم على ما تضمّنه كالآية على ما تضمّنت من الاشتغال بالعبادة، و حبس النفس في سبيل اللّه و الصبر على الفقر، و ترك السؤال و الرضا به ما لا يخفى، فان الحكم غير مختصّ بهؤلاء كما يفهم من الخبر، و سياق الآية، و ذكر العلماء إيّاها في باب الزكاة.

على أنه مع حصول الحالات ينبغي عدم الفرق عقلا، و حينئذ فلا كراهية في ترك الكسب و حبس النفس على العبادة، سيّما تحصيل العلوم الدينيّة و نشرها، فإنّه كالجهاد أو أعظم على ما قالوا، و دلّ عليه بعض الروايات، و القناعة بما حصل من الزكاة و غيرها من الصدقات، بل يكون أفضل و أحبّ إلّا أن يكون صاحب عيلة و لم يحصل منها ما يصلح أن يقنع به فليتأمل و كذا ترغيب الأغنياء في الإنفاق على أمثالهم كما لا يخفى.

ثمّ رغب في الإنفاق و حثّ عليه حتى بجميع الأموال بقوله‌ «الَّذِينَيُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً» هما اسمان وضعا موضع المصدر على الحال، أي 1- رواه في كنز العرفان ج 1 ص 243 و مسالك الافهام ج 2 ص 51 و أخرجه في- كنز العمال ج 6 ص 261 بالرقم 1997 عن الخطيب عن ابن عباس و قريب منه في تفسير الإمام الرازي ج 7 ص 85 الطبعة الأخيرة.

نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست