طويل و التغيير عن سنن المقابلة عبارة و نظما للمبالغة و التفنّن و
مراعاة أواخر الآي و الالتفات فيه للتعظيم كأنه خاطب به ملائكته و خواصّ خلقه
تعريفا لحالهم، أو للتنبيه على أنّ الغالب الشائع في المخاطبين ممّن بسط له الرزق
بعدهم عن هذا المعنى، و قلة التفاتهم إلى نحو هذا الكلام، بل تحويل وجوههم و
إعراضهم عنه إذا خوطبوا به.
نعم ربما استمعوا إذا كان الكلام مع غيرهم، أو للتعميم كأنه قال: فمن
فعل ذلك فأولئك هم المضعفون و العائد منه محذوف و التقدير المضعفون به أو فمؤتوه
أولئك هم المضعفون و قرئ بفتح العين 1.
و في الآية دلالة على اعتبار النيّة، و اشتراط القربة، و إشعار
بالاكتفاء بها كما لا يخفى و ما يقال كيف الجمع بين ما دلّ على الأضعاف بوجوه
شتّى، و قوله «أَنْلَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى» فالوجه أنّ هذه الأضعاف
باختلافها آثار سعيه باختلاف أنواعه و قيل ما سعى من باب العدل و الأضعاف من قسم
التفضل، فليتأمّل فيه.
أتى بانّما تأكيدا لحصرها في المذكورين و تصريحا و ردّا على من يلمز
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فيها من المنافقين، و قطعا لأطماعهم، و اللام
للاختصاص و الاستحقاق في الجملة لا للملكيّة فإن استعمالها فيه أغلب.
على أنّ الأولى مع الاستعمال فيهما أن يكون للقدر المشترك و على
تقدير
الخطبة في اللمعة البيضاء شرحها الحاج ميرزا محمد على الأنصاري في
464 صحيفة و أشار الى طرقها أيضا و هو شرح لطيف مشتمل على مطالب مفيدة جدا طبع في
1297 بتهران بالطبع الحجري من شاء فليراجعه فإنه كتاب ممتع.
1- نقل القراءة في روح المعاني عن ابى ج 21 ص 41 و ابن خالويه في شواذ
القرآن عن محمد بن كعب ص 116.