الخطاب لعلماء اليهود و كانوا يقولون لأقربائهم من المسلمين: اثبتوا
على ما أنتم عليه، و هم لا يؤمنون، أو يأمرون من نصحوه في السرّ من أقاربهم و
غيرهم باتباع محمّد صلّى اللّه عليه و آله و لا يتّبعونه، و قيل: كانوا يأمرون
العرب بالايمان بمحمد صلّى اللّه عليه و آله إذا بعث فلما بعث كفروا به.
و روى عن ابن عباس انهم كانوا يأمرون اتباعهم بالتوراة و تركوا هم
التمسّك به، لأن جحدهم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و صفته ترك للتمسك به، و عن
قتادة كانوا يأمرون الناس بطاعة اللّه و هم يخالفونه، و قيل: كانوا يأمرون بالصدقة
و لا يتصدّقون، و إذا أتوا بصدقات ليفرّقوها خانوا فيها.
و روى انس بن مالك [1] قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: مررت ليلة اسرى بي على أناس تقرض شفاههم
بمقاريض من نار، فقلت من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء خطباء من أهل الدنيا كانوا
يأمرون الناس بالبر و ينسون أنفسهم.
[1] المجمع ج 1 ص 98 و روح الجنان ج 1 ص
165 و القرطبي ج 1 ص 365 و الدر المنثور ج 1 ص 64 و فيه و اخرج وكيع و ابن أبي
شيبة و أحمد و عبد بن حميد و البزار و ابن ابى داود في البعث و ابن المنذر و ابن
أبى حاتم و ابن حبان و أبو نعيم في الحلية و ابن مردويه و البيهقي في شعب الايمان
عن انس.