غيرها بالقيام و الركوع و السجود، أو بالإيماء أو بالنية و التكبير و
التشهّد و التسليم.
و يروى أن عليا عليه السّلام صلّى ليلة الهرير خمس صلوات بالإيماء و
قيل بالتكبير و إنّ النبيّ صلّى يوم الأحزاب إيماء و بالجملة فيها إشارة إلى صلاة
الخوف إجمالا و التفصيل يعلم من السنّة المطهّرة.
«فَإِذاأَمِنْتُمْ» بزوال خوفكم «فَاذْكُرُوااللَّهَ» أي فصلّوا «كَماعَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ» من صلاة الأمن، و قيل
اذكروا اللّه بالثناء عليه و الحمد له شكرا على الأمن و الخلاص من الخوف و العدو،
كما أحسن إليكم بما علمكم ما لم تكونوا تعلمون من الشرائع، و كيف تصلّون في حال
الأمن و في حال الخوف، أو شكرا يوازي نعمة و تعليمه، و لعلّ هذا القول أظهر لظهور
الذكر فيه، و فهم صلاة الأمن من صدرها.
النصب التعب أي فاتعب و لا تشتغل بالراحة، و المعنى إذا فرغت من
الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربّك في الدعاء، و إليه فارغب في المسئلة يعطك، عن ابن
عباس و مجاهد و قتادة و الضحاك و مقاتل و الكلبيّ، و هو المروي عن أبي جعفر و أبي
عبد اللّه عليهما السلام.
في المجمع 1: قال الصادق عليه السّلام: هو الدعاء في دبر الصلاة و
أنت جالس فالظاهر أنّ المراد به التعقيب بعد المكتوبة كما هو المشهور، و عليه
الاخبار و الإجماع من الخاصّة و العامة.
فالأمر على الندب أو من خواصه عليه السّلام و اعتبار الجلوس في قول
الصادق عليه السّلام محمول على تأكّد الاستحباب كما تدلّ عليه أخبار أخر، منها ما
رواه الصدوق في الصحيح 2 أنّ هشام بن سالم قال لأبي عبد اللّه عليه السّلام: إنّي
أخرج أحبّ أن أكون معقّبا، فقال:
1- المجمع ج 5 ص 509.
2- الفقيه ج 1 ص 216 الرقم 963 ط النجف و هو في ط مكتبة الصدوق ج 1 ص
329 الرقم 964 و رواه في الوسائل ج 4 ص 1034 الباب 17 من أبواب التعقيب المسلسل
8437 عن الفقيه و عن التهذيب و قريب منه في المضمون حديث الكافي بالمسلسل 8439.