خصّ الخطاب بالمؤمنين تشريفا لهم و تعظيما، و لأنّهم المنتفعون بذلك،
و النّداء الأذان. في المجمع 1 أي إذا أذّن لصلاة الجمعة، و ذلك إذا جلس الامام
على المنبر يوم الجمعة، و ذلك أنّه لم يكن على عهد رسول اللّه نداء سواه، و نحو
ذلك في الكشاف. و اللام للأجل و قيل: للتوقيت، و حينئذ يلزم عدم اعتبار الأذان قبل
وقت الصلاة في ذلك و إن شرع، و على الأوّل يعتبر مع شرعيّته، أما لا معها فالأظهر
لا.
و «من» بيانيّة مفسّرة لإذا و قيل: للصّلاة على توقيت اللام، و قيل بمعنى
في، و قيل للتبعيض، و يوم الجمعة يوم الفوج المجموع كقولهم ضحكة للمضحوك منه، و
يوم الجمعة بفتح الميم يوم الوقت الجامع كقولهم ضحكة و لعنة، و الجمعة تثقيل
للجمعة، و قرئ بهنّ جميعا [2].
«فَاسْعَوْا» أي فامضوا [3] و
قد قرء به عبد اللّه بن مسعود، و روي ذلك عن عليّ
[2] كذا في الكشاف ج 4 ص 532 و في روح
المعاني ج 28 ص 87 و الجمعة بضم الميم و هو الأفصح و الأكثر الشائع و به قرء
الجمهور و قرء ابن الزبير و أبو حيوة و ابن ابى عبلة و زيد بن على و الأعمش
بسكونها و روى عن ابى عمرو و هو لغة تميم و جاء فتحها و لم يقرء به و نقل بعضهم
الكسر أيضا انتهى.
و انظر أيضا شواذ القرآن لابن خالويه ص 153.
[3] هكذا ترى في المجمع ج 5 ص 288 و فيه
أيضا رواية ابن مسعود لو علمت الإسراع إلخ. و ترى أحاديث كثيرة في ذلك في الدر
المنثور ج 6 ص 219 و فتح القدير ج 5 ص