الرّوايتين، و هو الذي ينبغي، و نحوهما ما تقدّم أوّلا عن محمّد بن
مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام فسلّم عليه تقول «السّلام عليك» و أشر بأصابعك، و
يدلّ على وجوب الإسماع أيضا انّه لو لم يجب الإسماع في الصلاة ينبغي أن لا يجب في
غيرها أيضا كما تقدم.
إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً.
محاسبا أي يحاسبكم على كلّ شيء من التحيّة و غيرها، و في المعالم
قال مجاهد: حفيظا، و قال أبو عبيدة: كافيا، و في المجمع الحسيب: المحاسب الحفيظ،
فتأمّل.
«نُسُكِي» قيل عبادتي و تقرّبي كلّه فتعميم بعد تخصيص، و قيل مناسك حجّى، و قيل
ذبحي، و جمع بين الصّلاة و الذّبح كما في قوله «فَصَلِّلِرَبِّكَ وَ
انْحَرْ»
و في المعالم: و قيل ديني، و ربّما رجع إلى الأوّل «وَمَحْيايَ وَ
مَماتِي»
قيل ما آتيه في حياتي و أموت عليه من الايمان و العمل الصّالح، و قيل
العبادات و الخيرات الواقعة حال الحيوة، و الّتي تقع بعد الموت بالوصية و نحوها
كالتدبير، و قيل نفس الحيوة و الموت.
«لَهُ» أي الطّاعة خالصة له و الحيوة و الممات منه خالصة لا شريك له في شيء
من ذلك
«وَبِذلِكَ» المذكور
«أُمِرْتُ» و هو مراد من قال أي الإخلاص المذكور، و قيل أو بذلك القول.
«وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ» فإنّ إسلام كلّ نبيّ
متقدّم على إسلام أمّته، فلا ريب في دلالته على تحريم قسمي الشّرك الظّاهر كعبادة
الأصنام و الكواكب و نحوها، و و الخفيّ كالرياء و السّمعة، و أنّه لا يجوز إسناد
شيء من ذلك إلى غيره مستقلا و لا مشاركا كالكواكب و الأفلاك و العقول و غيرها.
و قد يستشكل حينئذ قصد حصول الثّواب و الخلاص من العقاب، و لا إشكال،
لأنّ الثّواب و العقاب لما كانا منه سبحانه برضاه و اختياره لا شريك له في ذلك
بوجه؛