أصل تحيّة تحيية 1، نقلت كسرة الياء إلى ما قبلها و أدغم الياء في
الياء و يعدّى بتضعيف العين، و إنّما قال بتحيّة بالباء، لأنّه لم يرد به المصدر،
بل أراد بنوع من أنواع التحايا، و التنوين فيها للنوعيّة، و اشتقاقها من الحيوة،
لأنّ المسلّم إذا قال: سلام عليكم، فقد دعا للمخاطب بالسّلامة من كلّ مكروه، و
الموت من أشدّ المكاره، فدخل تحت الدّعاء، و اعلم أنّه لم يرد بحيّيتم سلام عليكم،
بل كلّ تحيّة و برّ و إحسان، و يؤيّده ما ذكره عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن
الصّادق عليه السّلام أنّ المراد بالتحيّة في الآية السلام و غيره من البرّ كذا في
الكنز 2.
و الذي يظهر من اللّغة و أكثر التّفاسير المعتبرة أنّ المراد
بالتحيّة المتعارفة بين المسلمين أعني السلام بعد رفع ما كان في الجاهليّة حتّى
روى النّهي عن ذلك مثل أنعم صباحا، و أنعم اللّه بك عينا، و اشتهر أنّ تحية
الإسلام هو السّلام، في القاموس: التحية السلام و في مجمع البيان: اللغة 3 التحيّة
السلام يقال حيّ يحيي تحيّة: إذا سلّم ثمّ قال: المعنى أمر تعالى المسلمين بردّ
السلام ثمّ طوّل جاريا عليه إلى أن نقل ما تقدّم عن عليّ بن إبراهيم، و رجع إلى
نحو ما تقدّم، و الكشاف 4 بنى على 1- قال في المقاييس ج 2 ص 122 الحاء و الياء و
الحرف المعتل أصلان أحدهما خلاف الموت و الأخر الاستحياء الذي هو الوقاحة انتهى ما
أردنا نقله.