responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 210

لا يهمّه أمر و لا يعنيه شأن، فأمر بان يختار على الهجوع التّهجّد و على التزمّل التشمّر للعبادة و المجاهدة في اللّه، لا جرم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قد تشمّر لذلك و طائفة من أصحابه حقّ التشمّر، و أقبلوا على إحياء لياليهم، و رفضوا الرّقاد و الدّعة و جاهدوا فيه حتّى انتفخت أقدامهم و اصفرّت ألوانهم، و ترامي أمرهم إلى حدّ رحمهم ربّهم، فخفّف عنهم بما يأتي في آخر السّورة.

و قيل: كان 1 متزمّلا في مرط لعائشة يصلّي، فهو على هذا ليس بتهجين، بل هو ثناء و تحسين لحاله الّتي كان عليها.

و قيل: دخل على خديجة و قد جئت فرقا أوّل ما أتاه جبرئيل، و بوادره ترعد فقال: زمّلوني، فبينا هو على ذلك إذ ناداه جبرئيل فقال: يا أيّها المزمّل.

و عن عكرمة أنّ المعنى: يا أيّها الذي زمّل أمرا عظيما أي حمّله، و الزمل الحمل، و ازدمله احتمله، و قرئ «قم اللّيل» بضمّ الميم و فتحها فقيل: الغرض بهذه الحركة التبلّغ بها هربا من التقاء السّاكنين، فبأيّ الحركات تحرّك فقد وقع الغرض 2.

«نِصْفَهُ» لا يبعد أن يكون بدلا من اللّيل المستثنى منه‌ «قَلِيلًا» أي ما بقي بعد الاستثناء، و رجوع ضمير «منه» و «عليه» إلى قيام ذلك أو إلى‌ «نِصْفَهُ» بتقدير واضح، و المعنى أيضا كذلك، لا يقال فحينئذ يلغو الاستثناء، فإنّه ينبغي حينئذ أن يقال: قم نصف اللّيل أو قم اللّيل نصفه، إذ يمكن أن يكون إشارة إلى نوع توسعة و أنّ النّصف تقريب كما هو أوفق بما تقدّم من قوله سبحانه‌ «إِنَّرَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى‌ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ» نصبا و جرّا.

على أنّه لا يبعد أن يكون المراد التوسعة و التخيير بين النصف و الأقلّ و الأكثر 1- هذا أيضا نقله في الكشاف و اعترض عليه الأكثرون أن السورة من أوائل ما نزلت بمكة فلا يستقيم ذلك!! 2- الكشاف ج 4 ص 636.

نام کتاب : آيات الأحكام نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست