هذا و قد روى العامّة 1 عن عليّ عليه السّلام أنّ معناه ضع يدك
اليمنى على اليسرى حذاء النحر، و هو غير صحيح عنه، بل عترته الطّاهرة مجمعون على
خلاف ذلك.
و قيل: إنّ معناه ارفع يديك في الصّلاة بالتّكبير إلى محاذاة النّحر
أي نحر الصدر و هو أعلاه، و هو الذي يقتضيه روايات عن أهل البيت عليهم السّلام
كرواية 2 عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول في قولهفَصَلِّ
لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ هو رفع يديك حذاء وجهك.
و رواية عبد اللّه بن سنان عنه عليه السّلام مثله، و رواية جميل: قال
قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: فصلّ لربّك و انحر، فقال بيده هكذا يعني استقبل
بيديه حذو وجهه القبلة في افتتاح الصّلاة.
و رواية حمّاد بن عثمان قال: سألت الصادق عليه السّلام ما النحر؟
فرفع يديه إلى صدره فقال: هكذا ثمّ رفعهما فوق ذلك، فقال هكذا، يعني استقبل بيديه
القبلة في استفتاح الصّلاة.
و رواية مقاتل بن حيّان عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه
السّلام قال:
لمّا نزلت هذه السّورة قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لجبرئيل ما
هذه النّحيرة الّتي أمرني ربّي؟
قال: ليست بنحيرة و لكنّه يأمرك إذا عزمت للصّلاة أن ترفع يديك إذا
كبّرت، و إذا ركعت، و إذا رفعت رأسك من الركوع، و إذا سجدت، فإنّه صلاتنا و صلاة
1- الدر المنثور ج 6 ص 403 و انظر تعاليقنا على مسالك الافهام ج 1 ص 214 فقد
أوضحنا فيه اضطراب الحديث متنا و سندا حتى من طريق أهل السنة.
2- ترى روايات عمر بن يزيد و عبد اللّه بن سنان و جميل و حماد بن عثمان
و مقاتل بن حيان في المجمع ج 5 ص 550 و الوسائل الباب 9 من أبواب التكبير ج 4 ص
727 و ص 728 من المسلسل 7265 الى 7269 نقلها عن المجمع لكنه لم يرو في الوسائل
حديث حماد بن عثمان المروي في المجمع كما حكاه المصنف و اخرج حديث على عليه السلام
المروي هنا أيضا في الدر المنثور ج 6 ص 403 و فتح القدير ج 5 ص 490 و ادعى الحاكم
في المستدرك ج 2 ص 537 انه من أحسن ما روى في تفسير الآية و تفاوت ألفاظ الحديث في
المصادر المذكورة يسير.